المسابقة العسكرية في مدينة لكويرة

Resultado de imagen de laguera saharaمنذ تولي الرئيس الصحراوي الحالي سدة الحكم، منذ شهور، لبس البذلة العسكرية وتوجه إلى النواحي العسكرية لينفض عنها غبار 25 سنة من مرحلة اللاسلم وللا حرب. ورغم أن الرئيس الراحل محمد عبد العزيز كان، أيضا، يهتم بالجيش الإ أن تحركات الرئيس الجديد وتواجده المتكرر مع المقاتلين في الخطوط الأمامية وضربه على بوق النفير جعلتنا نفهم وجعلت العالم يفهم معنا أنه يبعث رسالة جادة وواضحة وهي أن الحرب أصبحت على الأبواب، وأنه لا مفر منها.     
فبعد أن كانت المفاوضات هي التي تملأ الشاشة والصفحات الأولى في الداخل الصحراوي وتشغل الأحاديث يبدو الآن أن الصورة انقلبت؛ أخبار الجيش هي التي تشغل الساحة: مناورات عسكرية؛ زيارات ميدانية، دُفعات تتخرج؛ الرئيس ووزير الدفاع يتواجدون في الخطوط الأمامية مرة في الشهر تقريبا؛ ملتقيات عسكرية؛ أسلحة جديدة تدخل إلى الميدان. كل هذه التحركات لا يمكن أن تكون مناورات سياسية بوسائل عسكرية. فخلال عهدة تواجد الأمم المتحدة الطويلة في الصحراء الغربية كانت البوليساريو دائما تهدد بالحرب لكن في نفس الوقت، كانت دائما تلك التهديدات تؤجل، وهو ما جلعها كادت تتحول إلى حديث خرافة.     
في خضم هذا التحرك الصحراوي العسكري المكثف جاءت فرصة مناورة المغرب في الكركرات. رد الجيش الصحراوي على المناورة المغربية جاء في حجم ما يتطلبه الحادث وكرامة جيش التحرير والسيادة الصحراوية. حسب ما سمعنا فإن هناك أمر صحراوي جاهز بإطلاق النار إذا تقدم المغاربة مئة متر ولن ينفع في ذلك لا الأمم المتحدة ولا ترامب ولا الوساطات. المناورة المغربية في الكركرات كشفت قضية أخرى مؤلمة بالنسبة للمخزن وهي مدينة لكويرة. فالمخزن، منذ سنة 1979م، وهو يحشو أذهان المغاربة وقناعاتهم واسماعهم بأن " المغرب من طنجة إلى لكويرة". المناورة المغربية في الكركرات كشفت للمغاربة أن مدينة لكويرة هي تحت سيادة الجمهورية الصحراوية، وزاد الأمر تعقيدا بالنسبة للمغرب، استغلال الجيش الصحراوي والرئيس الصحراوي للحادثة للذهاب إلى زيارة لكويرة وإقامة مخيما عسكريا بها لإدارة عملية الكركرات وهو ما كشف للمغاربة أنها تقع، وبالملموس، تحت السيادة الصحراوية، وأن المخزن يكذب على المغاربة.
فمثلما تم فرض على الشارع المغربي من خلال تنظيم المؤتمرات والمناورات العسكرية وتخليد الذكريات أن يفهم أن مدينة التفاريتي هي محررة، وأن بئر لحلو هي عاصمة مؤقتة للدولة الصحراوية وتم دفن فيها الرئيس الراحل واستقبال بان كي مون  يجب الآن خوض معركة لكويرة السياسية لفرض على المغاربة أن يكتشفوا كذبة " من طنجة إلى لكويرة". يجب تحويل لكويرة إلى تيفاريتي ثانية، وبئر لحلو ثانية؛ أي يجب تسليط الضوء عليها وجعلها شهيرة، لكن ليس بعقد مؤتمر أو تخليد ذكرى فيها مثلما كنا نفعل في تفاريتي. فحتى تحتل لكويرة الصدراة إعلاميا وسياسيا يجب تخليد حدث عسكري فيها، وهذا الحدث لن يكون سوى تنظيم المسابقة العسكرية لنواحي جيش التحرير الشعبي فيها. فالجيش الصحراوي ينظم سنويا تقريبا مسابقته العسكرية في اغوينيت وفي ميجك والآن جاء الدور على مدينة لكويرة. فتنظيم المسابقة العسكرية في لكويرة بين النواحي يدخل، طبعا، في إطار الإعتناء بجيش التحرير، وفي نفس الوقت يجعل العالم والمغاربة، خاصة، يستيقظون على حجم الكذبة التي ظل المخزن يحشو بها أذهانهم وأسماعهم. كما يجب إعلان مدينة لكويرة منطقة عسكرية تابعة للناحية الأولى أو السابعة حتى تدخل حقيقة في إطار السيادة الصحراوية ويعترف بذلك الأعداء.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء