أسبانيا تدفع ثمن تعاونها الأعمى مع المغرب


Resultado de imagen de atentados barcelonaمنذ مدة، وبالضبط منذ سنة 2004م، يبدو أن المغاربة  ذوي الانتماء " الداعشي" انتهجوا سياسة الإرهاب الأعمى في أوروبا، وراحوا يضربون البلدان الأوروبية بذات اليمين وذات الشمال. وبما أن كل الإرهابيين الذين ضربوا في قلب اوروبا هم مغاربة وكانوا يتحركون بسهولة فهذا أكد مما يدع مجالا للشك أن المخزن هو الذي كان وراءهم.  فحسب التحليل، لجوء المغرب إلى الإرهاب في أوروبا يطمح من ورائه إلى تحقيق هدفين: الأول معاقبة الدول التي تقف في وجهه في قضية الصحراء الغربية التي يحتل، والثاني هو أنه يبتز أوروبا ويقدم نفسه، ولو بطريقة غير مباشرة، انه يمكن أن "يحمي" أوروبا كلها من الإرهاب إذا تعاونت معه في قضية الصحراء الغربية ما دام كل الإرهابيين الذين نفذوا هجمات في أوروبا هم مغاربة، والمخزن يتحكم فيهم. 
فخلال السنتين الماضيتين ضرب الإرهابيون المغاربة في كل أوروبا وبوحشية، وربما أن المخابرات الأوروبية أكتشفت أن هولاء الإرهابيون المغاربة الذين ضربوا هكذا كانوا يتحركون بحرية، وربما تحت حماية ومظلة المخزن أو بجوازات سفر محمية أو انهم مؤطرون. ورغم أن أوروبا أكتشفت - أو تشك بنسبة كبيرة- أن الإرهابيين المغاربة الذين ضربوا في قلبها هم مغاربة مؤطرين من طرف المخزن المغربي إلا أنها حافظت، بجبن كبير، على سرية ذلك الملف وفضلت عدم المواجهة. بالنسبة لأوروبا، المواجهة مع المغرب وأتهامه علنا انه، كدولة، يقف وراء الإرهاب ويتحكم فيه سوف لن تجني منها سوى المزيد من الضربات الموجعة على الرأس. فالمغاربة الذين يجند المخزن كإرهابيين هم بالآلاف وهم جاهزون للتحرك بأوامر المخزن.
لكن إذا كان الإرهابيون المغاربة قد ضربوا في كل العواصموالمدن الكبيرة وقتلوا العشرات فإنهم، لمدة طويلة، لم يضربوا في أسبانيا، وهذا ليس لحسن الحظ طبعا.؟  إن نجاة أسبانيا من الضربات العمياء البغيضة للارهاب التي يقوم بها الارهابيون المغاربة قد تعود، في تقديرنا، إلى أن أسبانيا لعبت لعبة القفز من وراء ظهر اوروبا وطلبت حماية المخزن لها من الهجرة ومن الإرهابيين المغاربة انفسهم مقابل تنازلات كبيرة في القضايا التي يريد المغرب مثل قضية الصحراء الغربية والتعاون الاقتصادي مع أوروبا. فأسبانيا ليست أقوى مخابراتياً ولا أمنياً من فرنسا ولا من المانيا ولا من بريطانيا ولا من بلجيكا، والمغاربة في أسبانيا هم أكثر من المغاربة في كل البلدان الأوروبية، وبالتالي هذا يعني أن أسبانيا متعاونة مع المخزن المغربي في أن لا يقوم المغاربة بأي هجوم إرهابي فوق أراضيها، ويتكفل المخزن بحمايتها من الإرهاب وبمتابعة إرهابييه ف مدنها هي مقابل أن تبقى أسبانيا موالية للمغرب في قضية الصحراء الغربية. كل المحللين والمتابعين، كانوا منذ مدة، يتعجبون كيف ان الإرهابيين المغاربة لم يستطيعوا الضرب في مدريد او برشلونة، ويضربون بحرية مطلقة في باريس ولندن وبرلين وبروكسل. ؟ التفسير الوحيد الذي يمكن أن نصل إليه هو أن اسبانيا لعبت بالنأر ونسقت مع المخزن كي يحميها من إرهابييه. لم نكن نتعجب حين كنا نسمع علانية تصريحات الأسبان الرسميين وهم يمدحون، بتبجح، التنسيق الأمني المغربي مع أسبانيا، ولم نتعجب حين كنا نسمع أن المغرب كان يقول أن وحدات من قواته الأمنية والمخابراتية شاركت مع القوات الأمنية الأسبانية في أعتقال متشديين مغاربة فوق الاراضي الاسبانية...
لكن إذا كانت أسبانيا قد أعتقدت ان المخزن سيحميها من الإرهاب مقابل تنازلات في قضية الصحراء الغربية وتنازلات في الصمت عن عدم شجب اتفاق الصيد الاوروبي في مياه الصحراء الغربية، فإنها تناست أن المخزن لا ثقة فيه وأنه سيضرب في عمق أسبانيا ذات يوم إذا رأى ان مصالحه تم مسها.
الآن ضرب الإرهاب المغربي فعلا في أكبر مدينة أسبانية وكانت الضربة مدروسة جدا:1) تحدث في برشلونة أكبر مدينة سياحية في أسبانيا وفي أكثر المواسم التي يتواجد فيها السياح فيها؛ 2) تحدث الضربة في أكبر شارع سياحي فيها ويقوم بها مغاربة.
لكن ماذا عن توقيت الضربة؟ في العمق يبدو أن هناك خلاف أسباني مغربي لا نعرف حول ماذا بالضبط، وبوادره ظهرت منذ شهر، وتمثلت في مايلي: التعامي المغربي عن دخول آلاف الافارقة إلى أسبانيا في ليلتين، وقبل يوم من عملية برشلونة تم أيضا إرسال حوالي 400 مغربي في قوارب إلى الشواطئ الاسبانية دون أن تعترضهم القوات المغربية كما ينص على ذلك الاتفاق.    
جاءت الضربة في عمق كتالونيا التي تسعى لتقرير مصيرها في شهر اكتوبر وهو ما لا يريه المغرب، ويرفضه بسبب قضية الصحراء الغربية.
لقد أخطأت أسبانيا في تعاونها الأمني مع المخزن المغربي، وربما أطمأنت لذلك، لكن لم تجن من ذلك ما عدا عض الاصابع ندما، فالمخزن لا ثقة فيه.
Blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه                            


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء