من حرب المخطار إلى تصريح ولد الغزواني

من شيم الصحراويين، ومن ثقافتهم وتقاليدهم  المنقوشة في نفوسهم انهم لم يذكروا في اي يوم من الايام اي شعب من الشعوب بسوء مهما اختلفوا معه. علاقة الشعب الصحراوي الموريتاني تضررت في بعض المراحل بسبب  غباء بعض الأشخاص، وتصور هؤلاء انهم فوق تلك العلاقة التاريخية بين الشعبين .المخطار ولد داداه ، كشخص، كان على أتم الإستعداد لإلحاق أكبر ضرر بالصحراويين وبالصحراء الغربية من أجل مصلحة بلاده. في سنة 1956م حين طالب المغرب بالصحراء الغربية وموريتانيا، سارع المختار ولد الى المطالبة ايضا بالصحراء الغربية ، وقال انها ارض موريتانية. ضحى بالعلاقة التاريخية بين الشعبين من أجل إرضاء المغرب . في سنة 1969م استدعى الحسن الثاني رئيس موريتانيا،  ول داداه، إلى القمة الاسلامية في الرباط، وصافحه لاول مرة. قبل ذلك كان ينظر اليه نظرة احتقار ودونية ويعتبره عامله على شنقيط. أعلن له الاعتراف بموريتانيا، ومرة أخرى كان ثمن ذلك الاعتراف هو الصحراء الغربية وشعبها. الاعتراف حدث بشرط وهو أن تسكت موريتانيا عن مطالبتها بالصحراء الغربية. في سنة 1974م استدعى الحسن الثاني رئيس موريتانيا، ول داداه، إلى الرباط للمشاركة في القمة العربية، وتعهد له أن المغرب سيتخلى عن مطالبته بموريتانيا بشرط أن يقبل ول داداه تقسيم الصحراء الغربية معه، وأن يبتعد عن الجزائر.  وافق ول داداه على الصفقة ذابحا بذلك الشعب الصحراوي، وطاعنا العلاقة بين الشعبين بخنجر. حين غزت موريتانيا الصحراء الغربية، لم نسمع الصحراويين يقولون ان موريتانيا اعتدت عليهم، لكن كانوا يتهمون المخطار ول داداه وحده. كلنا نتذكر اناشيدهم واغانيهم: يالحسان ياالمخطار .. ياخليطة لستعمار .. نحن ما نمتلكو ولو طالو لدهار.. لن ينفعكم جيسكار…
لم يذكروا لا الشعب المغربي ولا الشعب الموريتاني ولا حتى الفرنسي، لكن ذكروا وهاجموا بشراسة رؤساء تلك الدول. في الاخير " صح  الصحيح" وأعترف ول داداه في مذكراته أنه أخطأ بدخوله حرب الصحراء الغربية.
الآن يتكرر مشهد مماثل مع ولد الغزواني.  الرجل، نفسه ووحده، ارتكب خطأ في حق الصحراويين و ظلمهم. لكن مع ذلك، ورغم الغضب الصحراوي، لم أسمع شخصا صحراويا واحدا يطعن في العلاقة بين الشعبين او يسىء اليها. الخلاف  حدث مع ولد الغزواني، وهو الآن ليس رئيسا ولا يمثل الشعب الموريتاني، وحتى لو أخطأ وهو رئيس سوف لن يسئ اي صحراوي للشعب الموريتاني. ولد الغزواني أخطأ، وقد لا يكون بتعمد، إنما حدث ذلك في لحظة استرسال وحماس وعثر، او يكون تعمد ذلك لأرضاء المغرب وفرنسا على حساب الصحراويين مثلما فعل ول داداه من قبل. هذا لا يهم الآن. والمشكلة الآن لم تعد مشكلة ولد الغزواني؛ أصبحت مشكلة الذين يحاولون تبرير عثرته خاصة من الصحرأويين. الصحراويون الذين ربطوا الانتقاد الموجه لولد الغزواني بأنه  يسيء للعلاقة بين الشعبين، وان المخابرات المغربية دخلت على الخط ليسوا على صواب. اذا قلت لشخص، اي شخص، أن هناك مؤامرة وأن المخابرات المغربية والإسرائيلية وراء الفعل كذا سيتحول خطابك إلى نكتة. فإذا كانت السياسة تقتضي تهدئة التوتر ، ومحاولة تلطيف الأجواء فإن الذي يعرفه الجميع أن للسياسة خطوط، ومن هذه الخطوط هو ان لا تكون على حساب الكرامة، والذي يعرفه حتى الأغبياء أن السياسة لا وجود لها اذا لم تكن محمية بالقوة. يجب ان لا نعمم خلاف مع شخص ونحوله الى خلاف بين شعبين، ومثلما اعترف ول داداه بخطائه، سيفعل ول الغزواني نفس الشيء ولو في الكواليس.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدى يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء