ولد الغزواني والعقدة


ولد الغزواني وولد عبد العزيز معذورين في كل تصريحاتهما. رغم أنهما من الشعب الموريتاني المعروف بدبلوماسيته وتهذيبه اللفظي والكلامي، وقدرته على تجاوز كل المشاكل وتوصيل كل الرسائل بأناقة لغوية ودبلوماسية إلا أنه يبدو أنهما عاشا في الثكنات وفي مدارس التدريب في فرنسا والمغرب أكثر مما عاشا في وسط الشعب الموريتاني، وبالتالي خانهما التعبير الذي يبرع فيه الموريتانيون دون غيرهم من الشعوب العربية. النقطة الثانية ان ولد الغزواني ولد عبد العزيز ينتميان إلى جيل العقدة من الموريتانيين ، وهو الجيل الذي رافق حرب الصحراء  ولم يهضم أو يطحن نتيجتها وبقى " يتكرعها" ( يتجاشأها) كلما شبع وحمد الله. فهذا الجيل، وهذه نتيجة طبيعية او غريزة، لم يستطيع التقدم في تكفيره وبقى أسيرا لصدمة نتيجة الحرب التي لم يكن يتوقعها. فيه نكتة حقيقية واقعية تعكس الكثير من المرارة حدثت بين صحراويين وموريتانيين في مدينة الزويرات، وتقول انه حدث خلاف حول بيع سيارة، وحين احتدم الخلاف وكاد يصل الى العنف، قال الموريتاني لصديقه الموريتاني الاخر: خليهم عنك، لا تطول معاهم، أراهم لهي اكولولك ذريك عنهم احتلوا نواكشوط. " هذه هي العقدة التي تلازم تصرفات الكثير من الموريتانيين الذين رفضوا تصديق نتيجة الحرب في الماضي ومنهم، للاسف، ولد الغزواني وصاحبه ولد عبد العزيز. العلاقة بين الشعبين الصحراوي الموريتاني يجب أن تتقدم إلى الأمام لا إلى الوراء. فتصريح ولد الغزواني وتصريح ولد عبد العزيز قبله يعكسان ترسبات فكرية تمسكت بالماضي، وتعكس حماقة غير مبررة خاصة أنها صادرة عن مسؤولين موريتانيين يتوسم فيهما الجميع نضج سياسي وثقافي، ومجاراة ثقافية لمستوى الشعب الموريتاني الأدبي و الدبلوماسي . صحيح بعض الصحراويين أختار الجنسية الموريتانية إحساسا منه بالأمان في موريتانيا،  ويؤسفني ان أقول، إنني قرأت ان بعض النشطاء في شبكات التواصل، قال انه سيحرقها، والبعض قال انه لن يصوت لولد العزواني بسبب هذا التصريح الذي تنقصه اللمسة الموريتانية اللغوية التي تعجبنا نحن الصحراويين في اخواننا الموريتانيين. الجنسية الموريتانية يحملها السينغاليون، والطوارق والماليون وحتى المغاربة، ولو لا العقدة لكان ولد الغزواني قال: منح الجنسية الموريتانية للأجانب جريمة " ستكون شاملة، ويعرف الصحراويون انهم من ضمنهم.

واذا حاولنا، بالقوة الفكرية، تجاوز تأثير عقدة نتيجة الحرب على عقلية ولد الغزواني لن نستطيع.  انه معذورلان النتيجة كانت صادمة وغير متوقعة، وصدمة التاريخ غالبا لا يمكن تجاوزها بسهولة، وهو - ولد الغزواني- والكثير من جيله سيموتون وهم غير مصدقين، ومثل ذلك التصرف ينعكس في التصريحات: اللي يكرهك يحلم عنك حلم شين. مثل تعلمه الصحراويون من الموريتانيين. نقطة ثانية قد يكون برع فيها ولد الغزواني من خلال تصريحه غير الموفق، وهي ان كل مرشح موريتاني يتقدم  للرئاسة في بلده لا بد ان يضع في حساباته وحسبانه رضى دولتين هما فرنسا والمغرب. هذه حقيقة يعرفها اغبى شخص في المنطقة، وبالتالي لابد لأي مترشح، كي يفوز، ان يمرر رسالة تطمئن إلى باريس والرباط، ويجب أن تتعلق بقضية او قضايا يتفقان هما فيها، وفي المنطقة يكون المس من القضية الصحراوية ومضايقتها، هو كبد حمزة في معركة بدر.

بكل تأكيد ان المغاربة والسينغاليين والطوارق الذين يحملون الجنسية الموريتانية هم إضعاف المرات الصحراويين الذين يحملونها، لكن لم يذكرهم ولد الغزواني. الشيء الثاني انه ذكر أقرب شعب للشعب الموريتاني في التشابه وهو الشعب الصحراوي،  ولم يذكر المغاربة الذين يموجون في نواذيبو. في كل الحالات يجب أن لا ينسى ولد العزواني وأمثاله ان حكاية الثور الأبيض والأسود يمكن أن تصبح حكاية الجمل الأبيض والجمل الاشعل.

Blog-sahara.blogspot.com.es

السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء