آلا يمكن رفع دعوى قضائية ضد إسبانيا؟


حينما يفرض علينا الواقع والحلفاء ومجلس الأمن والسماء والتراب، بقوة التهديد والوعيد، إيقاف الحرب ودفن افواه البنادق في الرمال، يبقى أمامنا سبيل واحد هو سبيل الضعفاء: اللجوء إلى القانون الدولي الذي لم ينصف يوما اي مظلوم. اللجوء إلى القانون الدولي، رغم المعرفة المسبقة بعدم فاعليته اذا لم يكن متوازيا مع قانون القوة، يمكن ان يراكم الشرعية أكثر في انتظار توفر القوة الذاتية التي تفرضه. اعجبني كلام ممثل عن وفد أرتيريا حين قال لممثل عن وفدنا في ردهات الأمم  المتحدة: " قلنا لهم اذا لم ينظموا الاستفتاء اليوم نهجم عليهم غدا." هذا الكلام هو تقديم للعودة إلى موضوع المسؤولية التاريخية لإسبانيا في قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية الذي كتبنا عنه سابقا. هذه المسؤولية التي لا تسقط ولا يتم الشطب عليها بالتقادم فرطنا نحن فيها بطريقة مريبة. يبقى السؤوال المطروح باستمرار هو لماذا سكتنا عن إسبانيا أمام الأمم المتحدة؟ لماذا خضنا المعركة الخاسرة في الامم المتحدة مع فرنسا وتركنا إسبانيا؟
في خضم نقاشنا حول مسؤولية إسبانيا قال البعض: إسبانيا تخلصت من القضية عن طريق اتفاق مدريد سنة 1975م .. خطأ فادح.. النقطة الرئيسية في اتفاق مدريد هي: تتم استشارة الشعب الصحراوي عن طريق جماعة الشيوخ.. لكن الجماعة حلت نفسها، ولم تتم استشارتها، وبالتالي النقطة الرئيسية لم تطبق وفشل اتفاق مدريد. هذا يقود إلى أن الإمم المتحدة لم تعترف باتفاق مدريد، ويجر إلى أن مسؤولية إسبانيا لم تسقط. المحير في الأمر أكثر أن الإمم المتحدة أشارت لنا في سنة 2002م عن طريق مستشارها الخاص أن إسبانيا هي المسؤولة. لكن لم نحرك يدا ولا لسانا ولا رجلا. هذا السكوت عن إسبانيا يجعلنا أحيانا نظن أن إسبانيا تشتري سكوتنا عنها، او هناك مقابل له، لكن، أيضا، لا نرى الا العداوة والتآمر.
اظن اننا نستطيع أن نتحرك أو على الأقل نحاول. أن لم تستطيع فبقلبك وذلك أضعف الإيمان. جبهة البوليساريو معترف بها، رسميا، من طرف الأمم المتحدة منذ سنة 1979م بقرار موجود ومرقم، والدولة الصحراوية عضو في الإتحاد الإفريقي، وبالتالي توجد محاكم تنظر في هذه النزاعات. محكمة العدل الدولية، محكمة الأمم المتحدة أو أية محكمة لها اختصاص  ولو في إسبانيا نفسها. فحتى في الدول توجد محاكم تنظر في مثل هذه القضايا. حتى في المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة يمكن أن تثار القضية بقوة. صراعنا مع فرنسا في الامم المتحدة فاشل، ولن يوصل إلى نتيجة، وصراعنا مع المغرب ما لم يكن مسلحا لن يقود إلى حل. التركيز على إسبانيا في الامم المتحدة وطلب مساعدة الإتحاد الإفريقي في رفع دعوى ضدها في الامم المتحدة يمكن أن يقود الى تحريك للملف. المهم أن نتحرك ضد إسبانيا.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدى يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء