هل في رسالة ترامب لملك المغرب ما يزعج؟


في جويلية الماضي بعث ملك المغرب، محمد السادس، رسالة إلى ترامب بمناسبة عيد استقلال امريكا، ضمنها الكثير من عبارات التخدير والتقدير، ونمقها بكل ما في القاموس اللغوي المغربي المنافق من عبارات التزلف والاستضعاف والاستعطاف، وطلب منه فيها ان تعترف امريكا بالحكم الذاتي. وكان واضحا، من لغتها، أن ترامب سيرميها في سلة المهملات. فترامب، منذ توليه السلطة، كان يبدو أنه يكره المنافقين ويكره غير الواقعيين، وركز نظرته المتعالية الطافحة بالازدراء على ملك المغرب في كل اللقاءات التي جمعتهما.
في عيد العرشه منذ يومين، وفي الوقت الذي كان فيه ملك المغرب يلقي خطابه كان المحتفلون بالعرش في قرية بني عمار يتوجون احسن حمار فاز بالسباق في حفل وطني للحمير يروم تخليد لحاق المغرب بالدول المتطورة، وتخليد 20 سنة من حكم الملك. وكان ترامب يبعث برسالة مخيبة لأمال ملك المغرب. رسالة غريبة ضرب عليها القصر الملكي حصارا، ولم تصدح بها غربان القصر الإعلامية التي تنفخ الدخان في الهواء، ولم يتم نشر نصها كاملا. لم يتطرق لرسالة ترامب اي موقع مخزني، ولم تذكر في القنوات المطبلة القصر. حسب التسريبات فإن الرسالة ركزت فقط على اتفاق التجارة الحرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، وهو اتفاق تم توقيعه في عهد بوش الإبن، وفيه تم استثناء الصحراء الغربية من ذلك الاتفاق. وتضيف الرسالة أنه على المغرب أن يلتزم بمحاربة الارهاب. لم يحصل المغرب على اي شيء يرفع معنوياته. الرسالة تطرقت الى اتفاق التجارة مع المغرب، وهو غمزة تعني ان ترامب مصر على اعتبار أن الصحراء الغربية ليست جزءا من المغرب. كانت ضربة في الصميم أفسدت الحفل الوطني الحمير في قرية بني عمار، وافسدت حفل الركوع وتقبيل اليد في الرباط. رسالة ترامب هي جواب على طلب ملك المغرب اعتراف امريكا بالحكم الذاتي. لم تذكر الرسالة لا الصحراء الغربية ولا الحكم الذاتي، وبدل أن تزيد الحفل رونقا زادته كأبة.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء