كوشنير في الرباط.. هل هناك سيناريو جديد؟


كل المصائب التي دمرت قضية الأحرار الأولى في العالم، قضية فلسطين، بدأت من الرباط. كانت الرباط هي عش العنكبوت، وهي مستنقع الخنزير حينما يتم التفكير في توجيه ضربة لأرض الأحرار ولقضية الاحرار- في الحقيقة بسبب خيباتنا أصبحنا نسمي قضية فلسطين قضية الأحرار الأولى بدل قضية العرب الأولى.. كل مصائب تلك القضية المقدسة بدأت، للمفارقة المحزنة، من الرباط. كانت الرباط هي أولى العواصم المبادرة لضرب فلسطين أو مقايضتها بقضية الصحراء الغربية. حين كان العرب يستعدون لحرب إسرائيل سنة 1967م، كان الحسن الثاني يضع أمام القادة الصهاينة كل خطط العرب ضد إسرائيل التي اطلعوه عليها ثقة فيه، وهذا مقابل دعم امريكي له في الامم المتحدة في قضية الصحراء الغربية. في سنة 1974م حين انعقدت القمة العربية في الرباط، وهي القمة التي كان الحسن الثاني يعتبرها قمة الموافقة العربية على احتلاله للصحراء الغربية،  تم نقل أشغال تلك القمة إلى إسرائيل على المباشر باعتبارها الوسيط بينه والولايات المتحدة. كان ملك المغرب متلهفا على موقف قوي داعم له من الولايات المتحدة الأمريكية في قضية الصحراء الغربية فضحى بقضية فلسطين.

في المؤامرات العربية والإسلامية التي حدثت في الرباط كان الإسرائيليون يتابعونها على المباشر. حين كان التطبيع مع اسرائيل جريمة،  كان الحسن الثاني يطبع علانية مع شيمون بيريز سنة 1986م مقابل مساعدة إسرائيلية تقنية وعسكرية لبناء الحزام الرملي الدفاعي في الصحراء الغربية. وتتدحرج كرة الثلج.

الآن بعد فشل قمة "صفقة القرن" لتصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية في البحرين يتجه كوشنير، مستشار ترامب، إلى الرباط لنسج سيناريو جديد. خلال جولة كوشنير الأولى إلى المغرب كانت قضية المقايضة حاضرة: حضور المغرب إلى قمة البحرين ولعب دور قوي ضد الفلسطينيين  مقابل، كالعادة، دعم أمريكي للمغرب في قضية الصحراء الغربية، وتغيير ترامب لنظرته الشزراء لمحمد السادس. لكن كوشنير في تلك الجولة جاء ليأمر المغرب فقط ولم يأت للنقاش. الآن يعود كوشنير إلى الرباط وفي حقيبته ، بكل تأكيد، موضوع " صفقة القرن" من جديد. ترى لماذا المغرب بالذات، ولماذا اللقاءات السرية مع السفراء العرب. ؟
بسبب ماضي المغرب المخزني في مقايضته لقضية فلسطين بموقف امريكي أو إسرائيلي له علاقة بقضية الصحراء الغربية لا يمكن أن نستبعد، الآن، أن يكون كوشنير جاء ليقبل المقايضة ذات الوزن الثقيل، والتي قد تكون مدمرة للقضية الفلسطينية. فالزيارة تأتي بعد تجاهل طويل ومذل من طرف الإدارة الأمريكية للمغرب، وبعد إزدراء مهين من طرف ترامب لشخص الملك المغربي، وبعد سيل من زيارات المذلة قام بها وزير الخارجية المغربي لواشنطن. أكثر من ذلك تأتي بعد رسالة ترامب للملك المغربي بمناسبة عيد العرش، وهي الرسالة التي لم تتحدث عنها، ولو في جملة، أبواق القصر وصحافته. هل يمكن أن تكون الإدارة الأمريكية قد غيرت من رائها وأصبحت مستعدة  لقبول المقايضة مع المغرب: موقف أمريكي واضح لصالح المغرب في قضية الصحراء الغربية مقابل موقف مغربي مدمر القضية الفلسطينية. ؟ نحن فقط نتساءل..
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدى يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء