نزول المبعوث الشخصي، كولر، من طائرة الترحال العبثي بين أطراف النزاع، ورفعه لغطاء طاولة المفاوضات الخاوية، وتلويحه بالعلم الأبيض كانت إيجابية أكثر مما نعتقد. فهو، بما أنه ألماني واوروبي، كان سيسير وفقا للسكة التي يرسمها له
الإتحاد الأوروبي، وهي، على أية حال، سكة عوجاء ومائلة لأن موقف الإتحاد الأوروبي هو موقف رجعي نفعي ومنحاز للمغرب. الآن ربما تبدأ التخمينات وضرب الودع حول من سيكون خليفة كولر في ركوب الطائرة وتنظيم الصحون فوق طاولة المفاوضات: هل سيكون احمر أو ابيض او اسود، أو أفريقي أو آسيوي أو من كوكب اخر.
في كل الحالات، وبقراءة للمشهد العام، قد يتأخر تعيين مبعوث شخصي للامين العام لمدة سنة على الأقل. النقطة الثانية أنه إذا كان سيكون من افريقيا، رغم صعوبة ذلك، سيكون من غانا أو الكاميرون أو من بعض الدول الصديقة لفرنسا. إذا كان سيكون من آسيا يجب أن يكون من الهند لأنها دولة غير مهتمة بالموضوع البتة، وقد يتم حولها التوافق. النقطة الثالثة أن المغرب ووالدته فرنسا سيفرملان ويعرقلان، ما امكن، تعيين مبعوث جديد حتى لو كان من بلد صديق لهما. المهم بالنسبة لهما هو ربح سنة أو اثنين، بعد ذلك يدخلان معركة فرملة المفاوضات سنة أو اثنتين. وبعملية حسابية يربحان ثلاث سنوات جديدة.
في الجهة المقابلة خفت حدة رعونة وهوج جون بولتون بسبب المضاربة حول صفقة القرن، ولم نعد نسمع أنه يهدد بقطع التمويل عن المينورصو. إذا بقى جون بولتون في منصبه لا نستبعد، أذا كان جادا، اقتراح امريكي للمنصب وفرضه على المغرب بسبب أن الصحراويين سيقبلون اوتوماتيكيا.
لكن، اذا كنا نحن بسبب بساطتنا، نفكر في من سيخلف كولر، فالمغرب وفرنسا ينظران إلى الجهة الأخرى، وإلى الجزائر بصفة خاصة. بالنسبة لهما يجب فرملة تعيين خليفة لكولر حتى يتم انتخاب رئيس للجزائر. ورغم ثبوط معنوياتهما وهوان امرهما بسبب فشل تفجير الجزائر إلا أنهما الآن، وبدل المراهنة على تفجير الوضع في الجزائر، يراهنان على أن يتأخر انتخاب رئيس ولو لسنة، وسيقنعان دول مجلس الأمن الآخرين ويطلبان منهما التريث.
كل هذا يؤدي إلى أن الإمم المتحدة، بسبب الاجندة،- فقط الاجندة- تجد نفسها في وضع لا تحسد عليه، وتتمنى، ربما، أن يسقط كائن في هيئة شخص ليتفق عليه الطرفان ليكون مبعوثا شخصيا مقبولا.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدى يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء