القضية الصحراوية يمكن أن تكون عامل ضغط على المغرب في صفقة للقرن


كنا تابعنا، في مقالات سابقة، كيف أن المغرب حاول أن يستغل صفقة القرن ليقوم بابتزاز خطير يتمثل في القيام بدور عراب الصفقة والمنافح عنها ومنسقها والمستميت في التمسك بها كي يحصل على موقف مؤيد قوي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في قضية الصحراء الغربية
، أو على الأقل يتقرب من ترامب الغاضب الذي يحتقر الملك المغربي. هذا الابتزاز، الذي لازال متواصلا وبأقذر الطرق، كانت الورقة الموضوعة على الطاولة فيه  هي قضية الصحراء الغربية كأداة مقايضة: اضمنوا لي الصحراء الغربية واضمن لكم نجاح عملية تصفية القضية الفلسطينية بواسطة صفقة القرن.
لكن، رغم المبادرات والشطحات المغربية، هناك شكوك كبيرة حول نجاح الدور الذي يمكن أن يلعبه المغرب في إنجاح الصفقة. فالمغرب، بسبب ضعفه، - فقط بسبب ضعفه- ليس بالدولة القوية التي يمكن أن تقدم خدمات لأمريكا وإسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية اكثر من السعودية والامارات، كما ان اسرائيل، رغم تقاطعها معه في خرق للقانون الدولي، ترى أنه بلد يخاف أكثر من اللازم ولم يستطيع، إلى حد الآن، إعلان تطبيعه مع إسرائيل وفتح سفارة لها أو استقبال رئيس وزرائها.
الآن ننتقل إلى ميدان الفرضيات: الفرضية الأولى هي ان يبتز المغرب الولايات المتحدة فيعلن الطاعة، ويشارك مشاركة عمياء في صفقة القرن مقابل دعم له في قضية الصحراء الغربية (تحدثنا عنه في مقال سابق)؛ الفرضية الثانية هي أن نقرأ المعادلة من الخلف؛ اي أن تبتز الولايات المتحدة الأمريكية المغرب بالضغط عليه بقضية الصحراء الغربية كي يشارك، رغما عنه، بنشاط في نجاح صفقة القرن: اما أن يشارك في الصفقة أو تتعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع قضية تقرير مصير  الصحراء الغربية بإيجابية.
بالنظر إلى التوتر الحاصل بين ترامب وجون بولتون مع المغرب، والازدراء الذي يقابلون به ملكه يصبح من البديهي/ المنطقي/ الأسهل أن نتعامل مع الفرضيتين طبقا لقانون العلاقة بين الأسد والثعلب: الأسد يفرض قانونه على الثعلب. اي أنه من الأسهل أن تضغط الولايات المتحدة الأمريكية على المغرب كي يشارك في صفقة القرن وإلا تتخذ موقفا لا يعجب المغرب من قضية الصحراء الغربية.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه



يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء