غوتيريييس قد يُعجل بفشل الأمم المتحدة

مشكلة الأمين العام للأمم المتحدة الحالي، الاشتراكي، الأوروبي، انه يفهم المرحلة الفاصلة التي تمر منها قضية الصحراء الغربية،  لكن لازال يحاول إطالة عمر المرحلة السابقة التي
تميزت بالمسرحيات الهزلية المغربية، وباللف والدوران وبمحاولة جعل حلقة الدائرة مستقيمة. مرحلة تميزت بالتخبط في الحبال والوقوع في اشراك الاحتلال، لكن الآن وصلنا الى نهاية الكوميديا وتم إشعال الضوء وبان كل شيء: إما الذهاب، بجد وبدون لف ولا دوران، الى عمق القضية وهو تقرير المصير وتصفية الاستعمار او يتم رفض تقارير الأمين العام للأمم المتحدة لانها أصبحت خارج الموضوع، مميعة، غير منسجمة مع القضية وتصب في تكتيك الإحتلال.
بعد أن كتبنا في مقال سابق حول التقرير الأخير للأمين العام للأمم الذي وصفناه بانه كان فارغا ومتواطئا مع تكتيك الاحتلال، يبدو ان الطرف الصحراوي، ممثلا في الرئيس غالي، قد أحس هو الآخر بنفس القلق الذي يحسه المواطن الصحراوي العادي، وكتب الى الأمين العام يشعره ان تقريره غير كافٍ وناقص ولم يضع مجلس الأمن في الصورة الحقيقية للوضع في الصحراء الغربية، وان البوليساريو لن تقبل بمماطلات المغرب. في اللغة الدبلوماسية البسيطة، ملاحظات الرئيس الصحراوي الموجهة للأمين العام هي إدانة للتقرير ورفض مبطن له. هذه خطوة جيدة، لكن تبقى الخطوة الأهم وهي عدم التعاطي، من الآن فصاعدا، مع اي تقرير لا يصب في صلب القضية وهو تقرير المصير وتصفية الاستعمار.
ورغم ان علامات الفشل بادية منذ سنوات على بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية إلا ان الأمين العام الحالي يمكن ان يكون من يرفع الراية البيضاء. فإما ان يتصرف وفق منطق القضية أو يضع نفسه في خانة الفشل من تلقاء نفسه. لقد انتهت كل الأساليب العوجاء، وكل الخطط وكل المؤامرات، وأصبحت القضية في مفترق الطرق: الوصول الى تقرير المصير أو تعلن الأمم المتحدة عن الفشل.
تحركُ غوتيريس الحالي وتقاريره الغبية هو أول علامات الفشل النهائي. كل الذين يتابعون الوضع في الصحراء الغربية تهكموا من تقارير الأمين العام الحالي لأنها خارج الموضوع، ولأن القضية خرجت من فضاء الانتظار ولعبة الغميضة.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء