رجاءا.. لا يقل لنا أحد ازمة بين المغرب وموريتانيا


من كل شهر أو شهرين تطلع علينا وسائل الإعلام في موريتانيا والمغرب وحتى في الصحراء الغربية بالحديث عن أزمة في العلاقات بين المغرب وموريتانيا، وعن  فتور في التقارب بين البلدين، وعن غضب هنا وهناك، وعن سوء تفاهم. هذا كله ذر للرمل وللرماد في العيون وفي الانوف وفي الأذنين. العلاقة بين المغرب وموريتانيا تحكمها الحقائق التالية:١-  المغرب يريد موريتانيا ان تكون تابعة له، وان يستعملها كورقة رابحة في قضية الصحراء الغربية. ٢- حين يحدث شرخ في العلاقات بين المغرب وموريتانيا تتدخل فرنسا وتحل المشكل لصالح المغرب دائما. ٣- حين يريد المغرب استعمال موريتانيا كورقة لصالحه في قضية الصحراء الغربية، وهذا تقليدي، تقف فرنسا الى جانبه.
أي أحد يتحدث عن أزمة بين المغرب وموريتانيا، مهما كان نوعها، هو لا يعرف كيف تسير الامور في المنطقة بصفة عامة. تعامل المغرب مع موريتانيا مبني على أساس انها تصلح للضغط لصالحه في قضية الصحراء الغربية، وهي أيضا، من جهتها، لا تمانع في ذلك، وكل مرة ترسل إشارات غزل للمغرب وتغمزه.
نظام موريتانيا الحالي، خاصة وزير الخارجية إسماعيل ولد الشيخ احمد لا يعرف أين يضع رجله ولا يده في حقل مليء بالالغام، ويبدو انه تعلم "الشطيح" من بوريطة وزير خارجية المغرب. هو خاضع لإملاءت بوريطة في كل شيء، ولو تتبعنا ما قام به نجد انه يصب كله في مصلحة المغرب. من الإملاءات التي طلب منه بوريطة: مشاركة موريتانيا في دورة كرة اليد في العيون؛ التصريح ان موريتانيا ستخرج من حيادها للبحث عن مصالحها؛ عقد اجتماع أمني مع المخزن لترسيم الحدود. هذا المعلن في أقل من عام أما ما خفي فهو أعظم. 
تلك الشطحات التي قام بها وزير خارجية موريتانيا لها تأثير على القضية الصحراوية بكل تأكيد، وهذا ما يبدو ان الوزير فهمه فطار الى الجزائر لشرح لها سياسته. ذهاب ولد الشيخ احمد الى الجزائر رأى فيه المغرب خروجا عن الخطوط الحمراء التي ترسمها المملكة لموريتانيا. ذهاب وزيارة بوريطة الى نواقشوط لا يمكن قراءتها خارج سياق توبيخ ولد الشيخ احمد على ذهابه للجزائر وتصريحه ان العلاقات مع الجزائر انها إستراتيجية. كلمة "علاقات استراتيجية" مع الجزائر لا يريد المغرب ان يسمعها من نظام موريتانيا الحالي. كلمة " استراتيحية" يقرأها المغرب دائما بحساسية مفرطة على أساس ان لها علاقة بقضية الصحراء الغربية والمستقبل. كخلاصة لكل هذا لا يجب ان نسمع من الآن فصاعدا، خاصة من جانب الصحراويين والموريتانيين، عن توتر للعلاقات بين المغرب وموريتانيا. فاذا كانت فرنسا تريد  المغرب أن يخضع لإملاءاتها فإن المغرب يريد موريتانيا ان تخضع لاملاءته. في حالة ما يحدث تأزم في العلاقات بين البلدين تحله فرنسا بطريقتها التي تعودت عليها: لصالح المغرب دائما.
blog-sahara.blogspot.com.es 
السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء