ملاحظات حول وثيقة/ منشور أو مقال "قضية المبعوث الشخصي"


طلعت علينا بعض المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي بوثيقة أو منشور أو مقال غير موقع بعنوان " قضية المبعوث الشخصي"، وهي كتابة حافلة بالأخطاء وتلقفتها المواقع كأنها سبق إعلامي. في البداية سيكون من غير المهم تقصي من أين أتت تلك الوثيقة، ومن كان وراءها، واعتمدناها فقط هنا بعد نشرها في العديد من المواقع ( في حالة يصر أصحاب الوثيقة على معرفة أسماء المواقع يمكن ذكرها). اولا لا توجد قضية اسمها المبعوث الشخصي لان مفهوم القضية لغويا أنها هي مسألةٌ يُتنازَعُ فيها وتُعرَضُ على القاضي أو القُضاة للبحثِ والفَصْل، وهذا لا يوجد في حال المبعوث الشخصي. يتكرر في المنشور كلمة " قصة المبعوث الشخصي" لا توجد قصة أيضا في حالة المبعوث الشخصي. 
انظروا التناقض في الوثيقة" " في فقرة يقول" مهمة المبعوث الشخصي لم تكن تهدف الى تجاوز العقبات" وفي فقرة ثانية" تعيين بيكر كان له الفضل في الدفع بعملية السلام." ماذا يريدون قوله؟. 

تقول الوثيقة /المقال :" مفاجأة بيكر، الذى بدأ زيارته من الرباط، كانت كبيرة و قد تشبه النكتة. و بالفعل،  فقد قابله الحسن الثاني برفضه لفكرة "الحكم الذاتى" و مطالبته بضرورة الذهاب إلى الإستفتاء." للتوضيح، بيكر لم يطرح الحكم الذاتي كبديل للاستفتاء، لكنه قال للحسن الثاني : هل يمكن ان نطبق مخطط السلام بمعقولية في صورته الحالية، وإذا كان ذلك غير ممكن فما هو البديل.".(راجع لقاء بيكر مع تلفزة pbs يوم 19 اوت 2004م).

تقول الوثيقة/ المقال"  تجاوز العقبات التي بدأت مع المؤامرة التى افتعلها الأمين العام السيد بيريس دي كويار الذى أتى بمقاييس لتحديد الهوية شهر دجنبر 1991 غرضها تزوير الإستفتاء، و هذا بعد لقائه مع الحسن الثانى و بإيعاز من فرنسا." في الحقيقة لا توجد مناورة، وكل ما حدث هو أنه كانت هناك ثغرة في نص مخطط السلام لم يتفطن لها المفاوض الصحراوي، وهي التي استغلها ديكويار ليأتي بمقاييسه الخمسة. في المخطط الأصلي الذي تم عرضه على الطرفين يوم 11 غشت 1988م في جنيف وتم التوقيع عليه يوم 30 غشت من نفس السنة، جاءت عبارة " يتم اعتماد إحصاء اسبانيا لسنة 1974م وتحديثه"، وهو ما كرره ديكويار في تقريره الى مجلس الأمن بتاريخ 18  يونيو 1990م والذي يحمل الرقم 21360\S في الباب الخامس الذي يحمل عنوان "الاستفتاء" وبالضبط في النقطة 25 حيث يقول" يتم إنشاء لجنة لتحديد الهوية يُعهد إليها بالنظر في إحصاء 1974م وتحديثه." كلمة "تحديثه" كانت هي الفخ الذي تم وضعه في نص المخطط وهي التي تم بناء عليها ما سُمي لاحقا بمقاييس ديكويار. في الحقيقة لم ينتبه الصحراويون موقعو وثيقة " مخطط السلام" ( اسمه الحقيقي مقترحات التسوية الاممية الأفريقية) لهذا الفخ، او تم فرضه عليهم وإقناعهم بقبوله. تم خداع المفاوض الصحراوي بحصر الهيئة الانتخابية في تعداد 1974م، وبتنفيذ الخطة خلال شهور وغاب عن ذهنه ان هناك فخا في التفاصيل.

تقول وثيقة/ مقال "توضيح حول قضية الممثل الشخصي: "تأكد الحسن الثاني من خسارته للاستفتاء بعد استحالة إستعمال المينورسو لتزوير لوائح الناخبين جعله يبدأ بحملة سياسية و ديبلوماسية بمساندة فرنسا و اسبانيا تضع فى المعادلة أن إستمرار النظام العلوى فى المغرب."

في الحقيقة الحسن الثاني لم يُفشل الاستفتاء لانه مات قبل نهاية تحديد الهوية. مات الحسن الثاني يوم 23الجمعة جويلية 1999م، وكانت العملية لا زالت متواصلة ولم تنته إلا في شهر أكتوبر 1999م. لاننسى ان الكثير من المتحدثين باسم البوليساريو كرروا مرارا ان محمد السادس هو الذي رفض الاستفتاء، وأن والده، لو كان بقى حيا، كان سيقبل بنتاىجه.
وتحفل الوثيقة/ المقال بالحشو الذي لا مبرر له مثل" يجب أن نذكر هنا أن فرنسا كانت ورا اتفاقية مدريد الثلاثية المشؤومة و هي مهندسة الاجتياح العسكرى للصحراء الغربية." من يتحدث الآن عن دور فرنسا في دعم المغرب هو خارج التغطية.
في الأخير يجب ان نكون حذرين في أي منشور يصدر عن اعلامنا، فنحن نعيش في عالم متحفز للوثوب علينا.
blog-sahara.blogspot.com.es 
السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء