المغرب هو صاحب اقتراح التطبيع العلني

رغم ان نتنياهو مجرم حرب في حق شعبنا العربي الفلسطيني وحق اطفال غزة ولا يمكن تبرئته من تلك الجراىم الا انه ليس هو من اقترح صفقة التطبيع العلني بين المغرب والولايات المتحدة التي تعترف بموجبها هذه الأخيرة ب"مغربية" الصحراء الغربية مقابل تطبيع علني مغربي إسرائيلي. فالمغرب، حتى يذبح الفلسطينيين بالدافر، اقترح على نتنياهو ان يتفاوض مع الولايات المتحدة تلك الصفقة. تواجد نتنياهو في وضع سياسي صعب جعله يقبل العرض المغربي، لكنه اخطأ في تقدير عقيدة ترامب السياسية. منذ أصبح ترامب رئيسا للولايات المتحدة تعامل مع الملوك العرب على اساس انهم دجاجات تُحلب وتبيض ذهبا وبترولا ودولارا، وعلى اساس انهم حريم أو ملوك فقط لخدمة الولايات المتحدة، والذين منهم لا بترول لديهم يتم عصرهم واستخدامهم للمهام القذرة مثل ملك المغرب الذي يؤدي الخدمات التي تطلبها منها الولايات المتحدة وإسرائيل. ما كشفته الصحافة الإسرائيلية عن اقتراح نتنياهو باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية مقابل تطبيع مغربي علني مع اسرائيل يحمل الكثير من الشكوك ان نتنياهو هو صاحب الاقتراح. نتنياهو ليس من الغباء بمكان حتى يحمل ابتزازا مغربيا سخيفا الى  ترامب. . نتنياهو يعرف، أكثر من غيره، ان عقيدة ترامب مع ملوك العرب هي حلبهم وإعطائهم الأوامر فقط دون نقاش. حسب التحليل، المغرب هو صاحب الاقتراح، ونتنياهو، بحثا منه عن نصر سهل، تم دفعه من طرف المغرب ليقترح على ترامب الصفقة الفاشلة. الظاهر ان المغرب قد استغل فرصة ان ترامب تهور أكثر في إرضاء إسرائيل وداس برجله على قانون الأمم المتحدة ومزق ميثاقها وأعترف بالقدس " عاصمة" الصهاينة، فظن انه يمكن ان يتهور أيضا في قضية الصحراء الغربية إرضاء لإسرائيل. لكن كرامة ترامب ومساعده جون بولتون واحتقارهما للملك المغربي جعلتهما يرفضان. نتذكر زيارة بومبيو للمغرب التي فشلت. هدف تلك الزيارة هو ان بومبيو جاء الى المغرب ليعطيه امرا واضحا: على المغرب ان يعترف بصفقة القرن ويعترف بإسرائيل بدون مقايضة ولا ابتزاز ولا مقابل. لانقاش." لكن، على ما يبدو، المغرب قَبِلَ الاعتراف بصفقة القرن دون نقاش، لكن رفض التطبيع العلني مع إسرائيل ما لم تعترف الولايات المتحدة ب"مغربية" الصحراء الغربية. لكن بومبيو قلب الطاولة وقطع الزيارة. كل التحاليل تسير في اتجاه ان ترامب سيعاقب المغرب على رفضه الامر، وانه فقط الآن مشغول بمشاكله الداخلية وحالما يخرج منتصرا سيُجْلِس الملك المغربي على الزجاجة المكسورة.
blog-sahara.blogspot.com.es 
السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء