بذكاء كبير وفطنة أدار الفقيد امحمد خداد كل المسؤوليات التي تحملها بعيدا عن الحضور وعن الاستعراض وعن الجلوس في المقاعد الأمامية في الاحتفالات والمناسبات. من الطلبة الأوائل الذين التحقوا بالثورة، وفضلوا ترك مقاعد الدراسة للتطوع لخدمة شعبهم. اسمه الحركي الذي حمله في البداية هو محمود عبد الفتاح، وهو الإسم الذي رافقه الى غاية توليه مهمة والي ولاية السمارة سنة 1984م تقريبا. انتخب في المكتب السياسي للبوليساريو في المؤتمر الخامس سنة 1982م، وكان عمره 28 سنة فقط، فهو من مواليد 1954م، ومن ذلك التاريخ تألق في التسيير تألقا لافتا للنظر. عمل في العلاقات الخارجية مسؤولا عن قسم اوروبا واسيا ثم واليا لولاية السمارة. بعد مهمة والي ولاية السمارة انتقل سنة 1986م الى مسؤول لجنة العلاقات الخارجية، وظل يعمل هناك حتى تأسيس اللجنة الصحراوية للاستفتاء. في سنة 1997م أصبح مسؤولا عن تلك اللجنة، وهي المهمة التي تألق فيها بشكل ملحوظ. قاد تلك اللجنة زمن تحديد الهوية، وهي مرحلة معقدة داخليا وخارجيا، وتتطلب مجهودات مضاعفة وذكاءا حادا.
وبالإضافة الى المهام التي تقلدها كان هو رجل الثقة في كل المفاوضات التي حدثت بين الطرف الصحراوي والمغرب سواء منها السري والعلني. شارك في كل جلسات المفاوضات، وكسب ثقة الجميع خاصة الراحل عبد العزيز. يعتبر رجل إجماع، وكان مؤهلا للرئاسة في أي وقت. في كل المؤتمرات كان اسمه محل إجماع وطني، ومنذ تم اللجوء الى الانتخابات كان اسمه يظهر في الدور الأول دائما. يعتبر من الإطارات القليلة التي لا تحوم حولها الشكوك في التحزبات الداخلية ولا في الغنى غير المشروع ولا في الفساد. بقى دائما حياديا بعيدا عن عراك الإطارات التي كانت تتصارع مثل التماسيح على السلطة والأموال. يعتبر أيضا من القلائل من الدبلوماسيين الذين استفادوا من عملهم بالخارج، فهو يتكلم أربع لغات اجنبية وكسب كل الذين تعامل معهم. رحمة الله عليه.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء