بوريطة وأنبوب الغاز السياسي

 


تُقدم فرنسا وزير الخارجية المغربي كمجنون أو كمهرج في السيرك العالمي. من يتابع تحركات وبهلوانيات وزير الخارجية المغربي وهو يطير وينزل بين باماكو وطرابلس يظن إنه إما مجنون أو مريض بمرض نفسي وعقلي تجاوز حدود السيطرة. فالجري والعرق والرحلات من دولة إلى دولة، وعقد جولات حوار مرة بين الليبيين ومرة بين الماليين هي كلها شطحات بهلوان حتى إنهم، سخرية منه، أصبحوا يقولون إنه سيتوسط بين ارمينيا أذربيجان وبين إسرائيل والفلسطينيين. هذا الجري والعرق الذي لا نتيجة من ورائه يجعل المتابعين للشأن السياسي يحسون إن وزير الخارجية المغربي أصيب في عقله. في الواقع يتحرك المغرب بأمر من فرنسا في ليبيا ومالي، وكل ما يتم عرضه على الفرقاء هنا أو  هناك يصب كله في مصلحة فرنسا وهذا، في العمق، يُفرح المغرب. تدخّل فرنسا عن طريق وكيل أعمالها، وزير الخارجية المغربي، يتم تفسيره أنه ضد الجزائر وضد الشعب الصحراوي. لماذا يطير المغرب وينزل بين ليبيا ومالي وهو لا حدود له معها ولا تأثير له ولا عليه على ما يجري فيهما. ماهي القوة أو الحكمة التي يتمتع بها المغرب حتى يكون وسيطا مقبولا؟ ليبيا ومالي لهما حدود وجوار مع الجزائر، وهي التي من مصلحتها حل المشاكل في هذين البلدين. إذن، لماذا يحشر المغرب أنفه في بلدان بعيدة عنه اذا لم يكن ذلك بإيعاز من باريس؟ احيانا يتوهم البعض إنه سيجني ثمارا من تحرك سياسي ما، لكن النتيجة تكون، عادة، عكسية: يصبح أضحوكة ومسخرة. 

المسخرة أن المغاربة يصدقون الآن إن بلدهم توسط ونجح فعلا في إنهاء الازمة الليبية، وأنه توسط ونجح فعلا في مالي، وحتى لو قال لهم أنه نجح في اذربيجان وارمينيا سيصدقونه. تذكرنا مبادرات ووساطات وزير الخارجية المغربي و"نجاحاته" فيها بقصة أنبوب الغاز الذي سيأتي من نيجيريا ويمر على 12 دولة. فما يقوم به وزير الخارجية المغربي من شطحات ووساطات يندرج فقط في سياق سياسة الكذب والخداع الكبيرة التي يمارسها النظام المغربي لخداع شعبه، وتحضرنا هنا اكاذيب الجهوية الموسعة واكتشاف البترول وانبوب الغاز من نيجيريا وحكايات ألف ليلة من وليلة من الأساطير. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء