الكركرات واكديم ازيك

  



شهر اكتوبر هو شهر مثقل بالملاحم في الذاكرة الصحراوية، فهو شهر الوحدة الوطنية(1975م) وشهر ملحمة المحبس(1979م) وملحمة القلتة التاريخية(1981م) وملحمة كديم ازيك(2010م) وملحمة الكركرات(2020م). في سنة 2010م، اخترع الصحراويون في المناطق المحتلة فكرة مخيم كديم ازيك فابهروا بها العالم كفكرة بسيطة استعراضية تحولت، بعد أيام، إلى ملحمة. لكن بما أن المخيم لم يلحق الضرر بمصالح أي دولة من هذا العالم المنافق، فقد بقي يتفرج على الصحراويين يُحرقون ويُساقون إلى السجن. الآن تتكرر ملحمة اخرى شبيهة بملحمة كديم ازيك من حيث التاريخ- شهر اكتوبر-، من حيث الشكل- اعتصام-، من حيث الزخم- إثارة انتباه العالم-. الفرق الوحيد أن اعتصام كديم ازيك لم يجعل العالم يتدخل بسبب أنه لم يكن له تأثير لا على شركة ولا على رأسمال ولا على دولة. بالنسبة لاعتصام الكركرات الوضع مختلف: صف الشاحنات وصل إلى مدينة الداخلة، الأرض اصبحت حمراء من الطمام، رائحة البصل " الخامر" تفوح في الصحراء كلها، كيلوغرام بطاطا تضاعف ثلاث مرات في نواقشوط، أصحاب رؤوس الأموال الفرنسيون يبكون، خسائر بالمليارات، والوضع متدهور. بالتالي، بكل تأكيد أن التلفون الآن يرن كل ثانية في رئاسة الدولة الصحراوية، والجميع يلعق احذية الشعب الصحراوي كي يفتح الثغرة. بكل تأكيد، أيضا، أن الأمم المتحدة المنافقة وأمينها العام اتصلت بالبوليساريو وضغطت عليها لفتح الثغرة فقط، بينما لم تتصل من قبل لتخبر بتعيين ممثل خاص أو لتطلب من المغرب أن يقبل بالاستفتاء أو يذهب الى المفاوضات بجدية. رئاسة الجمهورية الصحراوية الآن هي مثل مقر الأمم المتحدة لا يتوقف تلفونها عن الرنين ولا عن الاتصالات. الآن لا يعرف غوتيريس المنافق كيف يفعل لحبة الطماطم او لحبة البصل" المبجوقة" في يده، ولا يعرف  كيف سيتصرف. 

السيناريوهات معقدة كلها: سيناريو أن يفتح الصحراويون الثغرة ليس بسبب وساطة أممية بعد فقدان الثقة فيها، لكن بسبب الأزمة الاقتصادية في نواقشوط؛ سيناريو أن تعطي الأمم المتحدة الأمر للمغرب ليتدخل عسكريا وتغض عنه الطرف، لكن ذلك السيناريو يعني إعلان الحرب.  لكن إذا كان سيناريو فتح المعبر هو الأقرب لفك العزلة عن موريتانيا، وتلبية للوساطات، فالاحتمال وارد ان فتحه لن يكون صكا على بياض وانه يمكن غلقه في أي وقت.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء