هل سيتحمل المغرب الحرب ولو بالحجارة؟




عادت الحرب الى الصحراء الغربية ومن خلال كل القراءات ومن كل الزوايا المضيئة والمعتمة لا يوجد مبرر ولا وساطة ولا مخطط سيوقفها قبل إستكمال تحرير الصحراء الغربية. أي وساطة يجب أن تحدث تحت القذائف مباشرة وليس تحت دخانها. هذه الحرب يمكن أن تشعل المنطقة كلها خاصة الصحراء الإفريقية الهشة، ويمكن أن تجذب كل الذين يبحثون عن انفلات أمنى ما في أي منطقة. السؤال هو، هل يستطيع الجيش المغربي تحملها وتحمل نفقاتها؟ إعلان الحرب يعني أن منطقة المغرب والصحراء الغربية هي مناطق مشروعة الكفاح الصحراوي، وتعني أن الجيش المغربي سيكون مفروضا عليه التواجد 24 ساعة في اليوم على طول الحزام الرملي. هذا يعني أنه سيزج بكل قوته البشرية لحماية الحزام الرملي، وهو ما سيجعله يؤمِّن الأغذية و الماء والمحروقات لتغطية مسافة طولها أكثر من الفين كلم. بحساب بسيط هذا شبه مستحيل. فالجيش المغربي الآن هو مكون من شباب الايفون والتسريحة المدهونة بالعطر والأنترنت، والبيتزا وهو جيش مدفوع للموت، ولا يستطيع أن يصمد يوما واحدا في الصحراء. تكلفة تأمين وصول السردين والبصل والطماطم والثوم والمحروقات والماء لجيش يتواجد في الصحراء وينتشر على طول حزام رملي طوله ألفين كلم هو أمر مستحيل ولا يمكن تصوره. لا توجد نقطة واحدة آمنة الآن في ذلك الجدار الرملي. أي فراغ ولو عبارة عن ملم واحد يمكن أن يتسلل منه المقاتلون الصحراويون. على الجانب الآخر- الجانب الصحراوي- ستكون الحرب لعبا وتسلية أكثر منها حربا بالمفهوم الكلاسيكي. فالجيش الصحراوي هو الآن شاب كله، لكنه شباب متطوع للشهادة، وله أفضلية التحرك والمناورة، ويمكن أن نتصور أن أي مجموعة منه تريد أن تقتل الوقت فما عليها إلا أن تمتطي سياراتها وتتوجه الى الحزام الرملي ثم تمطره الرشاشات وقذائف الهاون وهم يضحكون ويمرحون ثم يعودون من تلك الجولة المسلية. اذن، مجرد إعلان الحرب ولو بدون الدخول في عمليات كبيرة، ولو بالحجارة، سيكون ثمنها باهضا جدا، ولا تستطيع لا الامارات ولا السعودية تحمله. لا يمكن استبعاد إن المغرب سيلجأ من جديد للامم المتحدة طلبا لوقف إطلاق النار، لكن الوقت فات ومتأخر كثيرا، لأن الأمم المتحدة فقدت الصدق والمصداقية، ولأن الجيش الصحراوي ليس غبيا.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء