الشباب المغربي يرمي نفسه في البحر هربا من الحرب

 



في ظرف أسبوع من الحرب هرب 5000 شاب مغربي من المغرب ورموا أنفسهم في البحر متوجهين الى إسبانيا مفضلين الموت في عرض البحر بين انياب سمك القرش من الموت في نار الحرب أو الوقوع في الأسر. هذه أول مرة في تاريخ " لحريق" يصل هذا العدد الهائل من الشباب المغربي الى جزر كناريا، والسبب هو خوفهم من الحرب والمعارك. حسب ما يكتبون في تلفوناتهم ومواقعهم فإن المخزن بدأ حملة تجنيد إجباري سري في صفوفهم، وأن أكثريهم تم الذهاب بهم الى الحزام الرملي في شاحنات. الذين وصلوا الى كناريا كانوا مرتعبين، وكانوا كُثر، ولم تجد حكومة كناريا أين يمكن ايواءهم.

هذا الأمر جعل الحكومة الإسبانية المتامرة تبعث بوزير داخليتها الى المغرب لمناقشة الموضوع، ومحاولة منع الشباب المغربي من الهروب. بالنسبة للمغرب، كان قد قطع الطريق أمام  أولئك الشبان حتى لا يفرون من الشمال فما كان منهم إلا أن رموا أنفسهم في البحر متوجهين الى كناريا.

صورتان مختلفان متناقضان تبثهما شاشات تلفزيون العالم. الصورة الأولى هي صورة الشباب الصحراوي يتسابق نحو الحرب والمعركة، ويترك عمله وجامعاته ومتاجره ويلتحق بمدارس التدريب. كانت تلك الصورة مدهشة حقا لكل العالم، وجعلت الجميع يتعجب ويحبس انفاسه. المنطقي في الحروب أن يهرب الناس من الحرب ويذهبون الى مكان آمن، لكن في الحالة الصحراوية حدث العكس: كان الشبان يتسابقون نحو الحرب والمعركة. حسب المعلومات الواردة من المخيمات فإن الشباب الصحراوي المتطوع لم تجد السلطات أين تستقبله، وأن المدارس والمراكز اكتظت، وانهم الأن يسكنون الخيام ينتظرون الذهاب الى المعركة. 

الصورة الثانية التي تنقل تلفزيونات العالم هي صورة الشباب المغربي يفر من الحرب في الزوارق ويغرق أو يصل إلى كناريا. واذا كانت السلطات الصحراوية لم تجد اين تستقبل الذين يريدون الالتحاق بالحرب فإن الصورة المقابلة توضح أن السلطات الإسبانية في كناريا لم تجد أين تستقبل الفارين من الحرب. يحمل الشباب المغربي في أذهانهم صور مرعبة عن الحرب في الصحراء الغربية ولا زالوا يتذكرون ويسمعون تلك الحكايات التي يحكيها الذين احترقوا في الصحراء الغربية، والذين ماتوا والذين قضوا عقودا من الزمن في الأسر. هؤلاء الشبان المغاربة الذين يرمون أنفسهم في البحر يسمعون أيضا أن الشباب الصحراوي الذي سيحارب الآن لا يرحم، ويسمعون أن من وقع في الأسر لن يطلق سراحه وهي كلها حكايات صحيحة.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء