إسكات البنادق ليس بأي ثمن


 

سيجد الاتحاد الأفريقي نفسه في ورطة حقيقة بعد عودة الحرب إلى الصحراء الغربية. هذه الورطة هي أن الإتحاد الأفريقي، يضع في أجندته أنه سيجعل البنادق تصمت في القارة الأفريقية بحلول العام القادم، وإنه مصر على ذلك، وقد يتدخل لإيقاف الحروب. في الواقع لا توجد حروب كثيرة الآن في القارة الأفريقية، وما يوجد منها هو بعض الحروب الداخلية المتفرقة هنا وهناك، وفي الحقيقة يمكن احتواءها بسهولة والسيطرة عليها. المشكلة التي قد تحرج الإتحاد الأفريقي هي عودة الحرب إلى الصحراء الغربية التي دخلت مرحلة اللارجعة. فالصحراء الغربية، وهذا كلام صار عاميا، هي آخر مستعمرة في إفريقيا، وهي دولة افريقية مؤسسة للاتحاد، وتستعمرها، للمفارقة، دولة افريقية اخرى. ويزيد إحراج الاتحاد الأفريقي هو إنه قبِل، مؤخرا، بعودة المغرب إلى الإتحاد الأفريقي هو الذي يستعمر دولة عضوا. هذا خطأ فادح ارتكبه الاتحاد الأفريقي وسيجعله يندم عليه يوما ما. كيف سيتصرف الإتحاد الأفريقي الآن مع الحرب في الصحراء الغربية؟ هل سيطالب بتوقيفها احتراما لبرنامجه الطموح في إسكات البنادق بحلول العام القادم، أم أنه سيعتبرها حالة خارج السياق. فالحرب التي عاد إليها الصحراويون هي حرب شرعية تماما، وهي، من جهة أخرى، حرب تحريرية لا غبار عليها. لنتصور أن الإتحاد الأفريقي اقترح معاهدة على أعضائه يحرمون بموجبها الحرب في القارة السمراء، هل ستوقّع عليها الجمهورية الصحراوية؟ بكل تأكيد انها لن توقع عليها حتى الإستقلال. حين نذهب إلى الجوهر، ماذا يستطيع الإتحاد الأفريقي المنقسم، والذي يتبع نصفه، تقريبا، لفرنسا، فعله لإسكات المدافع؟ هل يستطيع أن يخرج باتفاقية تحرّم الحرب في القارة السمراء؟ وحتى في حالة ذلك، ما هي الآلية التي يستطيع الإتحاد الأفريقي توفيرها كي يسكت البنادق؟ في الواقع لن توجد تلك الآلية مادامت فرنسا تطل برأسها. في كل الحالات، حرب الصحراء الغربية لن توقفها أجندة إسكات البنادق، ولا أجندة أخرى. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء