تعاملت الأمم المتحدة مع قضية الصحراء الغربية تعاملا مرتبكا وتصرفت بغباء مطلق لا يتجاوب ولا ينسجم مع مآلات أي منطق في التاريخ. تعاملٌ لا يمكن وصفه بوصف آخر ما عدا وصف التعامل الغبي الساذج في نفس الوقت. كل ما حدث وكل ما يحدث أو سيحدث من تدهور للوضع في الصحراء الغربية تتحمل الأمم المتحدة مسؤوليته ونتائجه بتصرفاتها القاصرة. هذه المنظمة الدولية العالمية الكبيرة كانت تتعامل مع قضية بسيطة مثل قضية الصحراء الغربية بتعالي وصلف وتجاهل، وتراها قضية صغيرة منتهية لامحالة، اليوم أو غدا، لصالح المغرب رغم أنف القانون ودماء الصحراويين. فهذه القضية هي بسيطة ولا تتطلب أكثر من استفتاء بسيط طبقا لقانون وقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن وينتهي كل شيء في غضون أيام، لكن الحسابات غير الناضجة والتوقعات القصيرة النظر أوقعت الأمم المتحدة في الفخ. الآن كشف الشعب الصحراوي الصغير والعنيد خواء هذه المنظمة، وكشف أنها أشبه بفزاعة عصافير أو هيكل عظمي واقف لكنه ميت. سيدخل الشعب الصحراوي التاريخ إنه كان له الشرف أنه أظهر الأمم المتحدة على حقيقتها بدون مساحيق وبدون صخب، وهي إنها عصابة سياسية لا تأبه بقانون ولا أخلاق لها، وكل ما تقوم به هو عمليات بيع وشراء وابتزاز ومقايضة بين أعضائها الكبار. فشلت الأمم المتحدة فشلا ذريعا في الصحراء الغربية، وفتح العالم عينيه أخيرا على الخلل الحاصل في تركيبة هذه المنظمة المتهالكة التي تلوح دائما بقانون لا تطبقه ولا تعترف به، وتتعامل معه على أساس إنه حبر على ورق لا أكثر ولا أقل. على مدى ثلاثين سنة والأمم المتحدة تلف وتدور مثل بغل طاحونة الزيتون في نفس الدائرة، وإذا خرجت عنها تسير على السكة الخطأ. الآن تخلت هذه المنظمة عن معالجة القضية الصحراوية وفشلت ولم يعد هناك مبرر لوجودها بعد إحراق كل أوراقها وبعد تأمرها. لقد خرجت خاسرة، مهزومة أمام إصرار شعب صغير يسكن الخيام في وطن اسمه الصحراء الغربية. في الواقع، فضيحة كبيرة هزت عرش الأمم المتحدة، وأكثر من ذلك أنها تآمرت مع الإحتلال وسايرته في هروبه إلى الأمام وفي كل استراتيجياته، لكن شمس الصحراء المضيئة أكثر من اللازم طلعت على كل ذلك العبث وكشفت الحقيقة. الآن لا تستطيع الأمم المتحدة أن تنظر إلى عيني الشعب الصحراوي ولا تستطيع أن تواجهه لإنها شاركت، بتأمرها وتلاعبها وعبثها، مع العدو المغربي في جرائمه. هل يمكن أن تأتي الأمم المتحدة الآن وتتحدث للشعب الصحراوي عن المفاوضات وعن وقف إطلاق النار وعن المبعوث الشخصي وعن كل تلك الترهات العقيمة التي أصبحت حكاية خرافة؟ هل بعد ثلاثين سنة من لعبة الغميضة يمكن أن تأتي الأمم المتحدة وتتحدث عن عملية سلمية في الصحراء الغربية؟ تصديق ذلك أو مجرد التفكير فيه سيكون أقرب إلى العبث وإضاعة الوقت منه الى الحقيقة. خلال ثلاثين سنة كان الأمناء العامون يتعاقبون، وكان المبعوثون الشخصيون يتوافدون وكانت جلسات المفاوضات تُعقد هنا وهناك، وكانت المخططات والمقترحات تخرج من هنا وهناك، وفي الاخير خوى الوفاض ولم يعد أمام المنظمة الدولية ما عدا الفشل. فإلى الجحيم بدون تقديم.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء