بعد غلق معبر الكركرات، وتوقيف شاحنات الخضروات- في الحقيقة المخدرات المغربية- نحو إفريقيا، قررت موريتانيا ان تعتمد على نفسها، وتبدأ إنتاج الخضر بدل أن تأتيها ملوثة برائحة المخدرات من المغرب. فعلا، نجحت موريتانيا في مسعاها، وأعلنت بداية هذا الشهر- ابريل- أنها تخلت بنسبة 90 بالمئة عن الخضروات المغربية التي اشتكى الكثير من الموريتانيين انها ملوثة برائحة المخدرات، وإنهم يغسلونها أكثر من مرة لكن تبقى فيها رائحة الحشيش. توقيف موريتانيا للخضروات المغربية يمكن فهمه انه محاربة، بطريقة غير مباشرة، للمخدرات المغربية التي أصبحت مشرعة في بلاد الحشيش، وأصبحت موريتانيا، وهذا غير اخلاقي، ممرا لها نحو إفريقيا. لكن على ما يبدو، لجأ المغرب لأصدقائه القدامى التاريخيين ولللوبي المغربي في موريتانيا كي يضغطوا حتى يتم التراجع عن القرار السيادي السابق، وتبدأ شاحنات المخدرات المغربية تمر نحو إفريقيا من جديد، لكن بلباس واسم "كاروت" و" تماتا". منذ بداية ابريل، بداية العمل بوقف الخضروات- المخدرات- المغربية لم تنم وزيرة التجارة الموريتانية، منت مكناس، حتى فرضت، هي واللوبي المغربي التاريخي في موريتانيا، على الحكومة الموريتانية التراجع عن قرار تقليص دخول الخضروات -المخدرات- المغربية. يبدو أن الوزيرة المذكورة لازالت تتمتع بنفوذ قوي في موريتانيا، وأنها مدعومة بلوبي قوي متحكم في مفاصل الدولة له اذرع كثيرة في كل الميادين، ومن رموزه ولد اشدو، والشنقيطي وديدي ول السالك ومنت التاقي ومجموعات أخرى تتحرك دائما في الظلام. مثلما لم تنم منت مكناس حتى فتحت طريق المخدرات المغربية الى موريتانيا من جديد، لم ينم والدها، حمدي، سنة 1975م حتى وقًّع اتفاق مدريد الذي قاد موريتانيا إلى الهاوية. حتى لا يعتقد الاخوة في موريتانيا اننا نظلم الوزيرة المذكورة، سننشر هنا مقتطفات، باليوم والشهر الساعة، لوثيقة أمريكية منشورة سنة 2009م، تطلب فيها منت مكناس، حين كانت وزيرة للخارجية، من السفير الأمريكي أن يضغط على الجزائر حتى لا يتم إقصاء المغرب من مجموعة الساحل وتتهم فيها، ايضا، الجزائر بانها تعرقل محاربة الإرهاب. الوثيقة بتاريخ ٢٨ ديسمبر ٢٠٠٩م، وصادرة عن السفير الأمريكي، بلوار، في نواقشوط ورقمها هو 09nouakchott818-a، ومنشورة ضمن وثائق ويكيليكس. ويقول السفير في تقريره أن كلام منت مكناس جاء في سياق توجه موريتانيا لتكون أكثر انحيازا المغرب في قضية الصحراء الغربية. من المفارقات أنه بعد عزلها من وزارة الداخلية سنة 2011م بدأ الحصار الفرنسي المغربي على الرئيس عزيز، وتعرض لمحاولة اغتيال تم فيها اتهام المغرب وايادي اللوبي المغربي في موريتانيا.
على ما يبدو، الآن، اللوبي المغربي في موريتانيا هو أقوى من أي وقت مضى، وسبب وجوده هو أن له مرجعية متخلفة لا زالت تعطي اعتبارا لشخصيات موريتانية بائدة أضرت كثيرا بموريتانيا.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء