زيارة في اللحظة الخطأ



زار وزير الخارجية الموريتاني، بطلب منه، المغرب في اللحظة الخطأ. حينما يكون هناك صديق في ضيق، يزوره الأصدقاء المؤازرون له، وبما أن المغرب يوجد في ورطة مع إسبانيا ومع الإتحاد الأوروبي ومع الإتحاد الإفريقي، لم يجد من الأصدقاء من يؤازره ما عدا وزير الخارجية الموريتاني. فلا أحد زار المغرب أو تعاطف معه أو إتصل به، وحتى الذين فتحوا قنصلياتهم في العيون والداخلة وضعوا العجين في أفواههم وتبخروا والطين في آذانهم. هل سمعتم أن أحدا تعاطف مع المغرب أو إتصل به في صراعه مع إسبانيا والاتحاد الأوروبي ما عدا وزير الخارجية الموريتاني؟ نسى السيد الوزير أن المغرب طرده المرة الماضية ورفض استقباله، ويبدو أنه حدث له احراج كبير حينما جلس في قاعة يوجد فيها علم مغربي ولا يوجد فيها علم موريتاني كأنما هو والي مغربي وليس وزير خارجية محترم. حتى لو أتينا بشيطان يفكر معنا فلن تخرج نتائج زيارة وزير الخارجية الموريتاني عن النقاط التالية: يمنع على موريتانيا استقبال أي وفد صحراوي في المستقبل، ويجب على موريتانيا أن تطبّع علاقاتها مع إسرائيل مقابل الطماطم. كل الذين لهم خلاف مع المغرب الآن، خاصة الإتحاد الأوروبي والجزائر، سيفسرون زيارة وزير خارجية موريتانيا انها نوع من الدعم السياسي للمغرب، وأنها تأييد له في سلوكه القذر.

موازاة مع زيارة وزير الخارجية الموريتاني للمغرب، كانت جوقة أخرى منهكة، غلب عليها تعالي صوت المؤيدين ل"احياد" الموريتاني وسحب الإعتراف بالجمهورية الصحراوية، تنظم ندوة حضرها اللوبي المغربي واللوبي"المحايد"، وقلة من الشرفاء الذين يقفون مع الحق. مشكلة الموريتانيين الذين يدعون إلى الحياد هو نقص في الفهم والتفهم، ونقص في التمييز بين الألوان خاصة بين الأبيض والأسود. هذا الحياد الذي يطالب به البعض، ويشرطونه بسحب موريتانيا اعترافها بالجمهورية الصحراوية، هو وهم. أين تكمن المشكلة؟ المشكلة لا تكمن في أن الصحراويين سيحثون موريتانيا ألا تصبح محايدة أو حتى لا تسحب اعترافها، لكن المشكلة أن المغرب هو الذي يرفض هذا الحياد، وينظر إلى موريتانيا انه مفروض عليها أن تقف معه في خروقاته وفي احتلاله للصحراء الغربية، وما عدا ذلك فموريتانيا لا وجود لها ولا وزن لها. موريتانيا مهمة في نظر المغرب فقط اذا حملت السلاح ضد الشعب الصحراوي مثلما حدث سنة 1975م. اذن، التشبث بوهم الحياد في قضية أحد أطرافها يرفض هذا الحياد، يسفه تفكير وثقافة الذين يتظاهرون مناديين به. بالنبسة للصحراويين لا مشكلة لهم مع موريتانيا إطلاقا إذا أعلنت انها محايدة ولا مشكلة لهم معها إذا سحبت اعترافها ولا مشكلة لهم معها إذا رفضت، مستقبلا، استقبال مبعوثين صحراويين، لكن المشلكة هي مع المغرب الذي يرفض الحياد.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء