جمعية النور الصحراوية: خطوة في الطريق الصحيح

 


غابت عند المجتمع الصحراوي ثقافة وتقاليد تأسيس الجمعيات والنوادي والرابطات والمدارس، خاصة في المهجر وبلاد الغربة الأوروبية. هذا الغياب الصحراوي عن الساحة الجمعوية قابله تعطش للخدمات الاجتماعية والدينية والثقافية والتجارية التي تقدمها الجمعيات والرابطات في الغربة. وجد الصحراوي في المهجر نفسه محاصرا بترسانة من الجمعيات الدينية والإجتماعية والثقافية وبالمساجد والنوادي المسيسة، وبما أنه مضطر للحصول على هذه الخدمات مثل تدريس أبناءه العربية والقرآن وترحيل المتوفين والحصول على اللحوم الحلال ارتمى، مضطرا وبدون قناعة، في أحضان جمعيات المخزن المغربي التي تتحكم في كل الجمعيات والمساجد في المهجر. فالذين يبعثون أبناءهم ليدرسوا العربية في مساجد الشلوحة سيصبحون بعد أسبوعين يقولون " اجي"، "دابا" " واخا سيدي"، وسينطقون كلمة "الذين" " اللادين"، وسيظل " الإمام" يكرر عليهم "سيدي وأمير والمؤمنين"، وسيطلب من الأطفال الصحراويين تقبيل يده ورأسه عندما يدخلون الحصة. في الأخير  سيكتشف الصحراوي أن هذه الجمعيات المغربية وهذه المساجد هي، كلها، تابعة للمخزن وتأتيها الأوامر من المخزن، وأن هدفها هو سيطرة المخزن على الحياة في المهجر. في بعض المدن اكتشف الصحراويون أن الإمام المغربي الذي يصلي بهم لا يفقه أي شيء في الدين، وأن الجزار الذي يبيع لهم " الحلال" يشرب الخمر أو أنه ضابط في المخابرات. 

في هذا الجو المشحون بحيرة وغضب المغتربين الصحراويين، وفي محاولة لتأسيس ثقافة جمعوية صحراوية، ظهرت جمعية النور الصحراوية في بلاد الباسك، وهي جمعية جامعة تهتم بكل ما هو ديني  مثل شراء المساجد واقسام الدراسة وتدريس الأطفال، وبما هو اجتماعي وفتحت مجالا لنقل رفاة المتوفين، وتحاول الإنتشار في كل أماكن تواجد الجسم الصحراوي في المهجر. ورغم إنها جمعية ناشئة إلا أنها لاقت استحسانا شفهيا ونظريا كبيرا في أوساط الجالية الصحراوية في المهجر. فالمشرفون على الجمعية يبدو أنهم يتبعون استراتيجية خطوة-خطوة، والتمدد الصامت بدون ضجيج إعلامي ولا صخب ولا اتصالات وبعيدا عن الأضواء، ويزرعون البذور بدل أن يوزعوا الخبز. حسب الرسالة التي يريد أصحاب الجمعية توصيلها، يبدو أنهم يعانون من غياب ثقافة الإنتماء إلى الجمعيات، وأن الجالية الصحراوية، خاصة في إسبانيا وفرنسا، تحمست للفكرة لكن لازال الاقبال، رغم الحماس، محتشما. في كل الحالات، فكرة هذه الجمعية والإستراتيجية التي تتبع هي رائدة، ويبدو أنها فتحت مجالا مهما للجالية الصحراوية كي تنتمي إليها أو تؤسس جمعيات جديدة. 

Blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه  


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء