حجج الدكتور عميمور وفقدان مثقفي المغرب للمصداقية




الدكتور محي الدين عميمور، هو مثقف جزائري مرموق، وكرس قلمه للدفاع عن القضايا العادلة بشجاعة وحجة مثل القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية. هو أيضا وزير اتصال سابق، وهو مستشار إعلامي للرئيس بومدين إلى غاية وفاة هذا الأخير، كما كان مستشارا للرئاسة في عهد الشاذلي بن جديد. خلال تواجده كمستشار للرئيس بومدين، احتل المغرب الصحراء الغربية بالقوة وشرّد أهلها، وحاول، بالتزوير والتآمر، طمس كل الحقائق التاريخية المتعلقة بهذه القضية. كان الدكتور عميمور حاضرا وشاهدا لكل/على ما وقع، وكانت بحوزته الوثائق والحقائق، وبما أنه كاتب ولديه الحجة والشجاعة، فقد تصدى لكل أولئك المزورين الذين أرادوا أن تنتصر حجة الظالم المحتل على حجة المظلوم، وكانت ذخيرته هي حضوره وترسانة الوثائق والمعلومات التي بحوزته. ورغم إنه كان من المنادين الأوائل بفتح حوار بين مثقفي بلدان شمال غرب افريقيا، إلا أنه وجد نفسه وحيدا في مواجهة جحافل من الأقلام المأجورة والذباب الإلكتروني وربما النحل المهيج مصدره المغرب وممالك الخليج وبعض الأقلام المريضة في تونس وحتى موريتانيا، والتي تنتقد، بدون إقناع ولا وثيقة، دفاعه عن الحق والقانون الدولي. ورغم أن الدكتور عميمور كان دائما يقدم كتاباته ومقالاته عن مشاكل المنطقة، خاصة ما تعلق منها بقضية الصحراء الغربية، مدعومة بالحجج والتواريخ والوثائق وارقامها وتواريخها إلا أن الهجوم والتهجم عليه في الآونة الأخيرة بلغ مستوى لم يبلغه من قبل. فمنذ أعلن المغرب اعترافه بمحاولات زعزعة الجزائر ودعمه "لتقرير مصير" شعب القبائل، زاد مستوى ومنسوب التطاول على الدكتور عميمور والتهجم عليه في وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض الجرائد لإنه تصدى للمخزن، ودحض، بالحجة والدليل، أكاذيبه حول مقارنته لتقرير مصير الشعب الصحراوي مع قضية أي تقرير مصير آخر. فتقرير المصير تحدده قوانين وبنود دولية وله مسطرة خاصة، ولا تحدده لا الجزائر ولا المغرب حسب الأهواء والغايات، إنما تحدده الأمم المتحدة وقوانينها التاريخية التي تأسست عليها. فالإخوة من المغرب الذين يحاولون مناقشة الدكتور عميمور حول كتاباته الموثقة والمقنِعة، خاصة حول الصحراء الغربية، لا يستطيعون أن يصلوا إلى كعبه، لا تجربة ولا معرفة ولا ودليلا. فمثلا ما يكاد أي منهم أن يبدأ النقاش  مع عميمور حتى يفقد المصداقية ويخرج عن السكة. فهؤلاء الذين منهم يريدون نقد ما يكتب الدكتور حول الخلاف الجزائري المغربي حول الصحراء الغربية لا يحتاطون لمصداقيتهم ويفقدونها عند أول جملة حين يقولون " الصحراء المغربية"؛ فأي مثقف مغربي يريد النقاش حول قضية الصحراء الغربية، ويقول " الصحراء المغربية" يفقد المصداقية عند أول جملة ويتوقف النقاش معه لأنه يتماهى مع المخزن في اطروحته. فمثلا، مثقف مثل عبد السلام بن عيسى من المغرب ينتقد المخزن في التطبيع وينتقد المقايضة يحاول أن يرد على الدكتور عميمور، لكنه يفقد المصداقية حين يقول الصحراء " المغربية"، ولا يستطيع أحد مواصلة قراءته لإنه يضرب بالقانون الدولي ورأي محكمة العدل الدولية وقرارات الأمم المتحدة عرض الحائط. فحسب تحليل فكر المثقفين المغاربة وكتاباتهم، يبدو أنهم وضعوا لتفكيرهم سقفا محددا لا يستطيعون تجاوزه وهو عقيدة المخزن، فإذا قال  المخزن معزة يقولون هم : انعم سيدي معزة ولو طارت. فالمثقف المغربي إذا تشجع وقال مثلا الصحراء الغربية باسمها الأصلي، سيظن أنه ارتكب خطيئة وانه كفر، وبالتالي هُم معذورون لأن ثقافتهم وتقاليدهم، مهما وصلوا من مستوى ثقافي، سيظل سقفها هو عقيدة المخزن. في الأخير أنصح الدكتور الكبير ألا يدخل مع مثقفي المغرب في جدال ولا يرد عليهم لأن سقف تفكيرهم وجرأتهم محدود ومرسوم لهم بدقة.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء