بيغاسوس: نتائج أول ضربة إسرائيلية موجعة للمخزن



ببيعه للقدس مقابل تطبيعه مع إسرائيل، ظن المخزن أن خاتم سليمان أصبح مُلكه، وظن انه انتصر، وظن أن مفاتيح العالم أصبحت بين يديه وأنه في ظرف شهر أو شهرين سيقضي على الشعب الصحراوي وسيفكك الجزائر، وأن العالم سيعترف له بالسيادة على الصحراء الغربية. لكن يبدو أن الأمور سارت في الاتجاه المعاكس وبطريقة أكثر دراماتيكية. 

بيغاسوس يتجسس على العالم والمتهم المخزن

أول عمل قام به المخزن، بعد التطبيع مباشرة، هو شراء الطائرات المسيرة الإسرائيلية وشراء برنامج التجسس بيغاسوس. فالطائرات يريد بها قتال مقاتلي البوليساريو وبرنامج بيغاسوس يريد أن يتجسس به على الجزائر والاتحاد الأفريقي وعلى المعارضين المغاربة وعلى كل من يدافع عن القضية الصحراوية. بيع الطائرات وبرامج التجسس لم يكن مجانا. كان مقابل تقنين المخدرات، ومقابل أن تضع الشركات الإسرائيلية يدها على مزارع الحشيش في المغرب لتبيعه في افريقيا. لكن الغباء يقتل صاحبه احيانا. فإسرائيل لا تبيع مجانا، واذا اعطتك مفاتيح العالم فتأكد أنك أنت الخاسر، وإذا قايضتك فانت الخاسر. حين باعت الشركة الإسرائيلية برنامج بيغاسوس للمخزن بملايين الدولارات، ليتجسس على الجزائر وعلى البوليساريو والمعارضين، كانت كل المعلومات التي يصطادها البرنامج تذهب، اولا، الى الموساد والشاباك في أقل من دقيقة ثم تعود للشاري ليستفيد منها. في حالة المخزن، كان يظن أنه سيخترق الجزائر واطاراتها ويخترق البوليساريو، لكن الجزائر ومنذ فبراير الماضي، اكتشفت أن المخزن سيخترقها وقامت بالإجراءات الأمنية المناسبة واحبطت المناورة في صمت وبدون ضجيج ودون أن يتفطن المخزن وإسرائيل لذلك. بما أن البرنامج إسرائيلي ويتحكم فيه الإسرائيليون، فقد استغلوا سذاجة المخزن وتهوره ووجهوا له ضربات لن ينساها. ماذا فعل الإسرائيليون؟ حين فشل اختراق الجزائر، وفشلت الخطة التي تم بيع البرنامج من اجلها، تم تحويل التجسس إلى رئيس فرنسا وإلى الملك المغربي نفسه وإلى دول أخرى انطلاقا من البرنامج الذي تم بيعه للمغرب. فالجهات التي كشفت العملية الخطيرة، ظهر لها أن التجسس الذي حدث للملك المغربي ولماكرون مصدره المغرب والمخابرات المغربية. لكن لماذا تجسست إسرائيل على الملك المغربي ؟ بالنسبة للتجسس على الملك المغربي مرده أن إسرائيل تعرف أن تطبيع المغرب معها هو نفاق، وتعرف أن المخزن خبيث وأنه يلعب من وراء ظهرها، وأن الملك المغربي ربما أعتقد أنه يستطيع خداع إسرائيل في قضية التطبيع. الآن إسرائيل خارج دائرة الشكوك والفضيحة يتحملها المخزن لإنها انطلقت من مخابراته ومن أرضه. 

من نتائج العملية:

١-إنتصار كبير للمخابرات الجزائرية التي التفت بسرعة على العملية، بدون ضجيج واستعملتها لصالحها.

٢-فضيحة كبيرة للمخزن الذي لم يعد أحد يثق فيه، وأصبح مثل النعجة السوداء في القطيع الأبيض.

٣-أصبح المخزن وفرنسا والملك المغربي والمخابرات كمجموعة من العقارب في زجاجة، كل واحدة تشك في الاخرى وتتهمها وتليعها. فملك المغرب سيحاول أن يحتاط من مخابراته ومن إسرائيل ومن فرنسا، وماكرون سيحتاط من المغرب ومن إسرائيل. 

٤-ستكون نتائج العملية وخيمة على المغرب وستتابعه الشكاوي في كل مكان، و سيصبح مضطرا أن يتهم إسرائيل مباشرة مما سيخلق ازمة بين الطرفين.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء