كان شغور منصب المبعوث الشخصي فترة ذهبية




منذ خدعة مجلس الأمن للشعب الصحراوي وإيهامه بلعبة الاستفتاء، لم نجد فترة أحسن ولا أكثر انتصارات من الفترة التي حدث فيها شعور لمنصب المبعوث الشخصي: أعلنّا الحرب بأريحية وبدون ضغوطات من المبعوث الشخصي ولا من مجلس الأمن؛ فُرِض على العدو المغربي أن يرتمي في أحضان الصهاينة ويصبح مغضوبا عليه من الشعوب العربية؛ فُرض على العدو أن يُصاب بالسعار ويتحرش بالجزائر فتقطع مع العلاقات بصفة نهائية  وتعين مبعوثا شخصيا خاصا بالصحراء الغربية؛ رفضت الإدارة الأمريكية الجديدة أن تقول كلمة واحدة توحي أنها متمسكة بتغريدة ترامب. كل هذه الانتصارات ما كانت لتحدث لولا شغور منصب المبعوث الشخصي. لو كان المبعوث الشخصي موجودا، كان لجأ إلى مجلس الأمن وإلى الأقوياء كلما حدث طارئ فيفشلون كل هذه الخطوات المباركة التي حدثت؛ يفشلونها بالوساطات والوعود الكاذبة التي لا ينتج من وراءها ما عدا السراب.

الآن يتحدثون عن تعيين دي مستورا مبعوثا شخصيا، والذي نتمنى ألا يكون العدو المغربي قد قبله حقيقة. وجود مبعوث شخصي هو كارثة وهو أخطر من الاحتلال ومن الاستعمار. ماذا سيفعل المبعوث الشخصي الآن؟ أول طلب سيطلبه هو وقف إطلاق النار، وسيتحجج أنه لا يمكن القيام بمفاوضات تحت ظلال السلاح وسيتدخل مجلس الأمن ويطلب من البوليساريو وقف إطلاق النار. في حالة أن ترفض البوليساريو توصيات مجلس الأمن ولا توقف الحرب، ستجد نفسها في مواجهة مع مجلس الأمن. من هنا ستبدأ نكبتنا الثانية بعد نكبة وقف إطلاق النار سنة 1991م. كان من الأفضل أن يتم اعتبار المبعوث الشخصي متجاوزا لإنه ظل يرمز إلى التآمر والخداع والضغوطات على الطرف الصحراوي وتمييع القضية وتحريف مسارها وإدخالها في متاهة لها باب لكن لا مخرج لها. العدو المغربي لم يقبل المبعوث الشخصي إلا بعد أن اشتعلت في رأسه النار، وقبوله جاء بشرط وهو أن يوقف الحرب فقط. الآن الترحيب بالمبعوث هو مثل ترحيب المحكوم عليه بالإعدام بحبل المشنقة الذي سيخنقه ببطء حتى يقتله. السيناريو سيكون كالآتي: سيقبل المغرب بالمبعوث الشخصي بثلاثة شروط : الأول هو أن يوقف عنه الحرب والثاني أن يضع على طاولة النقاش الحكم الذاتي والثالث أن تشارك الجزائر كطرف. وفي خضم الأخذ والرد والزيارات ستمضي خمس سنوات على الأقل. قبول مبعوث شخصي والتفكير في وقف الحرب تحت أي مبرر هو الانتحار الأخير. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء