هل ورطت إسرائيل المخزن؟

 


منذ تطبيعه الذليل مع إسرائيل، تلقى المغرب من الصفعات ما لا لم يتلقاه منذ وقف إطلاق النار سنة 1991م. مثلما نعرف، إسرائيل تحتقر الذين يطبّعون معها، وتبدأ تتحكم فيهم، وتتصرف في بلدانهم وفقا لقوانينها وعقيدتها هي وليس وفقا لقانون تلك البلدان. منذ استسلم لها المخزن، وسلم لها مقاليد التصرف، فرضت عليه تقنين المخدرات، والدعارة، ودفعته إلى خرق وقف إطلاق النار، لكن أخطر عملية قامت بها إسرائيل، باسم وقرار المغرب ودفعته إلى القيام بها، هي عملية اغتيال التجار الجزائريين في ملتقى الحدود الصحراوي الموريتاني. كما نعلم، المخزن لا يريد الحرب مع أي كان، لعدم قدرته على تحملها وتحمل تكاليفها، خاصة مع الجزائر أو مع الجيش الصحراوي. فكلما انعقد مجلس الأمن الجزائري، يصاب المخزن بالإسهال وبالأغماء وبعسر الهضم. فبمجرد ذكر اسم الحرب ينهزم المخزن معنويا قبل الإعلان عنها. اذن، بما أن المخزن غير قادر على الحرب، مهما كان نوعها، فإنه لا يتم استبعاد أن تكون العملية التي استهدفت قافلة التجار الجزائريين هي عملية فرضتها إسرائيل على المغرب أو حتى يمكن أن تكون قامت بها دون إذن المخزن. فالسلاح الذي تم استعماله هو صواريخ طائرة مسيرة إسرائيلية، وهو نفس السلاح الذي تم استعماله من قبل ضد الجيش الصحراوي. هذا النوع من الطائرات الإسرائيلية تتحكم فيه إسرائيل، والذين يستخدمونه ويشغلونه هم ضباط إسرائيليون بدون شك. إنه من المستحيل أن إسرائيل تسلم أسرار أسلحتها لأحد، خاصة لدولة مسلمة مثل المغرب. الشيء الثاني، أن إسرائيل تعرف أن المغرب لا ثقة فيه، وبالتالي فإن الاحتمال الكبير هو أن الضباط الإسرائيليين الذين يسيّرون سلاح الطائرات المسيرة مع الجيش المغربي، قد تعمدوا ضرب الشاحنات الجزائرية لإشعال حرب في المنطقة، أو فرضوا على الجيش المغربي-وهذا احتمال مرجح- أن يكون على علم بالعملية ويتحمل نتائجها. الآن، بعد فوات الأوان، وبعد أن اتضح حجم الخطأ، بدأ المخزن" اهربل" ويقول أن الشاحنات دخلت حقل الغام، وأنه لا يريد الحرب ولن يخوضها، وقد يقول غدا أن الأفاعي والعقارب أو كورونا هي التي كانت وراء العملية. هذا درس جديد سيندم عليه المخزن.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه  


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء