لوحة الفنان العربي وزيارة دي مستورا

 


أثارت لوحة فنية، ذكية، معبرة ومليئة بالرسائل المشفرة، رسمها الفنان المجتهد، العربي لحبيب، ابن الشهيد، تمثل مهزلة وجود بعثة المينورصو في الصحراء الغربية، الكثير من القراءات. اللوحة لها قراءات متعددة وأكثر من ظل، وتعكس واقع التعامل مع الأمم المتحدة بسخرية مُرة. ورغم جدية اللوحة، بما أن الفنان الذي رسمها مجتهد وجدي، إلا أنها كانت ساخرة سخرية أبهرت الذين وقفوا أمامها وحاولوا قراءتها والتمعن فيها. فالأمم المتحدة أو بعثتها في الصحراء الغربية، أصبحت عبارة عن فزاعة عصافير فقط ولم يبق منها ما عدا سكلها، وقيدتها فرنسا، حتى ماتت وتحولت إلى هيكل عظمي لا حياة فيه، وحتى لا ترى، وهي رميم، تم وضع عصابة على عينيها. الخلاصة، ان البعثة لم يبق منها إلا هيكلها، أو شبه فزاعة تلبس ملابس زرقاء. هذا هو التفسير الظاهر للناس العاديين من قراءة اللوحة. لكن قراءة ثانية فنية للوحة، تذهب في اتجاه آخر. هذه القراءة تضرب المبعوث الأممي، دي مستورا، على القفا. اللوحة هي لدي مستورا، وتصوره أنه شيخ ميت سياسيا وبيولوجيا، ولم يبق منه إلا هيكله الذي يغطيه الكوستيم، وجاء يجرب مهمة يعرف أنها فاشلة مسبقا وأنه سيفشل فيها. المهم، الحديث عن تلك اللوحة، بما فيها من عمق فني، وسخرية من الأمم المتحدة ومبعوثها الهرم، غطت على زيارة الشيخ الفاشل. وحتى لا تبقى لوحة فقط وتمحوها شمس الحمادة خلال أيام، كشفت شيئا آخرا مهما: قام مجهولون بتخريبها، والغريب وغير المفهوم، أنهم محوا فقط العلم الفرنسي فيها. هل يوجد بيننا في المخيمات حركيون تابعون لفرنسا، تبلغ بهم الوقاحة إلى درجة التدليس على علم فرنسا في لوحة على جدار؟ ام أن فقط بعض الأطفال، بسبب كرههم لفرنسا، محوا علمها كأنما مزقوه لو كانوا عثروا عليه في الواقع؟ ومثلما تم تفسير لوحة الفنان العربي بأكثر من تفسير، فإن تفسير محو علم فرنسا منها يمكن قراءته قراءة مزدوجة. شكرا للفنان العربي؛ هذه هي الثقافة وهذا هو الفن.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه   


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء