رغم أن خيانة إسبانيا الثانية كانت منتظرة، لكن الذي لم يكن منتظرا هو أن تتم بين عشية وضحاها، بهذه السرعة وهذه العلنية وهذه اللهفة وهذا الارتماء الخطير في أحضان المغرب. هذا السقوط الإسباني يطرح أكثر من سؤال، لكن أهمها جميعا هو: هل أن سقوط إسبانيا بهذه السهولة، وتعطشها على الركوع أمام المغرب له علاقة بتداعيات الحرب في اوكرانيا؟ لا يمكن استبعاد ذلك، ولا يمكن، أيضا، استبعاد أن الولايات المتحدة هي التي لعبت دور الوسيط، وأنها تحركت تحركات سرية وعلنية بين المغرب والجزائر وإسبانيا، ونسجت موقف إسبانيا، وأن نائبة وزير الخارجية الامريكي هي التي قامت بالمهمة. فالولايات المتحدة، بعد غزو اوكرانيا من طرف روسيا، ذهبت تشحت مصادر الطاقة عند كل الدول الطاقوية، ومن بينها الجزائر، لتعويض الغاز الروسي. حسب بعض المصادر*، فإن الولايات المتحدة طلبت من الجزائر أن تعيد تشغيل الأنبوب المار من المغرب، وأن الجزائر رفضت. مباشرة بعد رفض الجزائر- حسب مصادر اخرى*- صرحت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بمدريد، جوليسا، أن بلدها يرى أن الحكم الذاتي هو حل معقول. في اليوم الموالي، عينت الولايات المتحدة سفيرا فوق العادة في المغرب هو السيد تالوار. كل هذه الخلطة من الأحداث، خاصة رفض الجزائر للضغوطات، جعلت الولايات المتحدة تعض ذيلها، وتنسق الخيانة الإسبانية أو تعجل بها. فاسبانيا، بسبب ضغط المغرب، تريد تطبيع العلاقات معه-المغرب-، لكن تخشى ردة الفعل الجزائرية فيما يخص الغاز. إذن، يبدو أن الولايات المتحدة تعهدت لإسبانيا أن تعوض لها الغاز الجزائري الذي تخشى قطعه عنها. فاسبانيا، بدون ايجاد بديل للغاز الجزائري، ما كانت تستطيع أن تغامر بالانبطاح المفضوح للمغرب بهذه السرعة والجسارة، وبكل تأكيد أنها وجدت تعويضا للغاز الجزائري، والدولة الوحيدة القادرة على تعويضها مثل هذه الخسارة هي أمريكا التي تعتبر المزود الرئيسي لها بالغاز بنسبة 50 بالمئة. وليس تعويض الغاز هو فقط هو الذي عجل بسقوط إسبانيا، لكن لا يمكن استبعاد، أيضا، تحسين العلاقات بين الدولتين التي تمر بفترة ركود بسبب استبعاد أمريكا لإسبانيا من الاهتمام، وعدم استدعائها للكثير من القمم مع الإتحاد الأوروبي، ورفض رئيسها-بايدن- مقابلة رئيس الحكومة الإسبانية. مَهما يمكن مما حدث، فإن قرار رئيس الحكومة الإسبانية تحول في أقل من ساعة إلى تغريدة مثل تغريدة ترامب .
*http://opr.news/
*cadena ser
____
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء