الشهيد عبد الرحمان عبد الله، أول قائد ميداني يستشهد

  






المشاركون في عملية اوكيرة، يوم 13 مارس 1974م، وهم سبعة عناصر فقط، كانوا يضمون بينهم شخصا قويا تخشاه إسبانيا، وتبحث عنه منذ مدة، وهو القائد الميداني للمجموعة، عبد الرحمان عبد الله. هذا الرجل كان من جيش التحرير، ومعروف بين الصحراويين أن طلقته "لا تسقط على الأرض"، وأنه محنك عسكريا، وكان قوي البنية، مهابا في المنطقة كلها. فحتى قبل الثورة، كان دائما يختزن سلاحا عنده، وكان يتوعد إسبانيا بالحرب، ويتمنى لو بدأت المعارك. منذ التحاقه بالمجموعة الأولى التي توجهت للشمال الشرقي، أصبح هو القائد الميداني الفعلي البارز لتلك المجموعة إذا غاب ولد البوهالي. بدأت مواهبه القتالية تتفتق حتى نال إعجاب زملائه بمعرفته للأرض وبشجاعته وذكائه وإقدامه وخاصة بدقة رمايته. بعد توزّع مجموعة الشمال على فرقتين، أصبح عبد الرحمان عبد الله قائدا للمجموعة التي ستهاجم اجديرية، ومحمد الامين البوهالي قائدا للمجموعة التي ستقيم كمينا عند حاسي معطلا. بعد هجوم مجموعة عبد الرحمان على اجديرية، خرجت قوات اسبانية تطاردهم، فاختبأوا في جبال اوكيرة. حاصرتهم القوات الإسبانية من جميع الجهات. كان الوقت عصرا من يوم الأربعاء 13 مارس 1974م، واشتدت المعركة، وظهرت في السماء طائرات أسبانية للقصف، وأصبح عدد الدوريات( بترويات) الأسبانية التي وصلت إلى المكان حوالي سبعة، تضم تقريبا 190 جنديا أسبانيا. إن وصول هذا العدد من القوات، بتلك السرعة لمحاصرة والقضاء على سبعة أفراد لم يكن طبيعيا إطلاقا. فحسب ما يعتقد البعض ممن تابعوا ذلك الحدث آنذاك، فإن مخابرات إسبانيا كانت تبحث عن عبد الرحمان عبد الله منذ مدة، وتعتبره هو القائد الميداني لجيش البوليساريو في المنطقة الشمالية الشرقية من الصحراء الغربية. فبعد أن بدأت عمليات البوليساريو العسكرية ضد الدوريات الإسبانية، تم توجيه المخابرات كلها لمساعدة القوات العسكرية في مهمتها للقضاء على فصائل البوليساريو العسكرية في المهد، واستهداف قيادتها ومراكزها ونقاط دعمها والآبار التي تشرب منها. تم تداول اسم عبد الرحمان عبد الله، فهو معروف من قَبل الثورة، ومتابع بسبب رفضه التعامل مع إسبانيا وبسبب تهجمه عليهم كلما التقى بهم.                  

  في معركة اوكيرة، وقت المغرب، استشهد محفوظ لعروسي واستشهد قائد المجموعة، عبد الرحمان عبد الله، وتوقفت المعركة عند الحادية عشر ليلا، ونجى من كان معها بعد أن صعدوا إلى الجبل. كان استشهاد ذلك الرجل خسارة كبيرة للمقاتلين الأوائل، فقد فقدوا أبا ورجلا عظيما وقائدا كان يوفر لهم الحماية المعنوية والأمان ويشجعهم. الآن في الذاكرة التاريخية الصحراوية يعتبر عبد الرحمان عبد الله هو ثاني شهيد في الثورة بعد البشير لحلاوي، لكن في الحقيقة استشهد معه في نفس اليوم، شهيد آخر بطل هو محفوظ لعروسي. ومن الأخبار التي تم تداولها، بعد استشهاد البطل عبد الرحمان عبد الله، والتي تناقلها بعض المجندين الصحراويين مع الجيش الإسباني، هو أن قوات إسبانيا المتوحشة، قامت بنبش قبر عبد الرحمان عبد الله،   يومين بعد استشهاده، ليأخذوا له صورا يقنعون بها قيادتهم أنهم، فعلا، قضوا على قائد البوليساريو الميداني لتلك المنطقة. إن نبش قبر ذلك الشهيد، ربما، يؤكد الفرضية القائلة إن إسبانيا كانت فعلا تبحث عنه، وتريد أن تقضي عليه. 

وإذا كان الجيش الإسباني ظن أنه قضى على قائد البوليساريو الميداني الأول، فإنه أخطأ؛ بالعكس، كتب له حياة أطول في التاريخ: هو ثاني شهيد مع لعروسي محفوظ، وسيعترف له الصحراويون، خاصة مناضلي الجبهة، بما قام به فيطلقون اسمه على المؤتمر الثاني للجبهة الذي انعقد ما بين 24- 26في أوت من سنة 1974م.

  في كتاب، البوليساريو، عشر سنوات من الكفاح، الصادر عن وزارة الإعلام الصحراوية سنة 1983م، وجدنا هذا النص عن الشهيد عبد الرحمان عبد االله:" كان عبد الرحمن عبد الله الله، أحد أكبر المقاتلين في جيش التحرير الشعبي. إنه يميز نفسه في القتال من خلال يقظته الشديدة ومهارته وتصميمه الذي لا يتزعزع وجرأته الكبيرة. ولد في عام 1932م جنوب قلتة زمور، وهو محارب كبير ولا يترك بندقيته أبدًا، مثل معظم الرجال في الساقية الحمراء ووادي الذهب. عام 1957م، شارك في معارك المقاومة الصحراوية ضد قوات الاستعمار الإسباني، لا سيما في جنوبي البلاد ودشيرة شمالاً. بعد طرده، غادر الوطن - هذا هو حال العديد من العائلات الصحراوية الأخرى التي لجأت إلى البلدان المجاورة - وعاد في عام 1965م. في العام التالي، طردته السلطات الإسبانية؛ ثم استقر على الحدود الموريتانية الصحراوية حتى اندلاع الكفاح المسلح فلبى نداء المشاركة في تحرير بلاده. في يوليو 1973م، انضم إلى جبهة البوليساريو وعيِّن على الفور، بسبب مهاراته العسكرية والثورية، نائبا لقائد المنطقة الشمالية. سقط في ميدان الشرف في معركة الجديرية في 13 آذار 1974م، بالتزامن مع سقوط الشهيد العروسي. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng