منذ أكثر من سنتين والمغرب يلعق الحذاء الإسرائيلي يمينا وشمالا، من الأعلى ومن الاسفل، ولم يترك طريقة للتملق والبكاء والاستجداء وتقبيل اليد والرِّجل إلا وقام بها. لم يترك المغرب أي فعل يتودد به لإسرائيل إلا وقام به. فتح المخزن المغرب على مصراعيه للصهاينة، وفتح سفارة وسمح للجزار بن غوفرين أن يمارس رذائله بكل حرية، وتم توقيع عشرات الاتفاقيات، وزيارة عشرات المسؤولين الإسرائيليين إلى الرباط، وأصبح المعلقون يقولون أن المغرب أصبح هو الوطن الموعود أو البديل للصهاينة إذا طُردوا من فلسطين. رغم كل هذا الاستجداء والبكاء إلا أن إسرائيل فرملت عند عندما وصلت إلى النقطة المهمة التي حدث التطبيع بسببها وهي اعتراف إسرائيل ب" مغربية" الصحراء الغربية. في الواقع، لا يهم الصحراويون اعترفت إسرائيل أو لم تعترف للمغرب ب" السيادة" على الصحراء الغربية لأنه اعتراف احتلال باحتلال ولن يؤثر على وضع الصحراء الغربية القانوني والميداني. إعتراف إسرائيل للمغرب ب" السيادة" لن يكون انتصارا ولن ينفعه؛ بالعكس، سيجلب له غضب كل المتضامنين مع فلسطين. المنطقي أن تعترف إسرائيل للمغرب ب" السيادة" منذ اليوم الأول للتطبيع بين الدلتين، والمنطقي، أيضا، أن إسرائيل تساعد حليفها المغرب في كل ما يطلبه منها، منطقي كذلك أن تكون إسرائيل هي أول من يعترف للمغرب ب" السيادة" على الصحراء الغربية حتى لا تبقى هي الكيان الوحيد الشاذ في العالم الذي يعصى القانون الدولي والتاريخ؛ وأخيرا منطقي أن تمَنّع إسرائيل في هذه النقطة ليس بسبب احترامها للأمم المتحدة ولا حبها وتعاطفها مع الصحراويين. بما أن كل المؤشرات( التقاطع في الاحتلال، التطبيع، فتح السفارات، فتح المغرب أبوابه لإسرائيل، المعاهدات، الزيارات، العداء للجزائر) كلها تسير في اتجاه أن إسرائيل هي الدولة الأولى المؤهلة للاعتراف للمغرب ب" السيادة" على الصحراء الغربية، فإن التمنع والتريث الإسرائيلي وراءها لغز ما. من الممكن بنسبة كبيرة أن تعترف إسرائيل لعشيقتها المغرب ب"السيادة"، لكن لماذا هذا التأخر بعد حوالي عامين من التطبيع والنوم في مخدع واحد؟ التحليل يقود إلى أن إسرائيل تطلب من المغرب، كمقايضة، أن يفتح سفارة له في القدس المحتلة، ويعترف رسميا، كأول دولة عربية مُطبّعة، بالقدس كعاصمة للدولة الصهيونية.
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء