المغرب والعلاقة المستحيلة مع فرنسا واسبانيا في نفس الوقت

 


يحاول المغرب أن يجمع فرنسا وإسبانيا معه في مخدع واحد، لكن حسابات العشيقين متناقضة في علاقة كل منهما بالمملكة المهترئة. لقد تجسس المغرب على رئيسي البلدين عن طريق برنامج بيغاسوس الاسرائلي، لكن رئيس فرنسا وبّخ الملك المغربي بينما الرئيس الإسباني أنحنى له، وبدأ معه لعبة من التنازلات غير المفهومة.

فإسبانيا، بعد طردها من الجزائر هي ومصالحها، استغلت الأزمة بين المغرب وفرنسا ورمت بثقلها في المغرب لمحاولة أخذ مكان فرنسا، ومحاولة إيجاد سوق بديلة للسوق الجزائرية التي كانت الشركات الإسبانية تبيع له منتوجاتها. في نفس الوقت، بالمقابل، حاولت فرنسا أن تستغل طرد إسبانيا من الجزائر، وحاولت أن تتودد لهذه الأخيرة في محاولة لأخذ مكانها خاصة في أي شيء له علاقة بالمحروقات والغاز. لكن الجزائر كانت صارمة مع فرنسا، وبنت تعاملها معها على أساس مبادئ وليس على أساس مصالح زائلة أو سياسة أطفال. بما أن الجزائر رفضت أن تُليين من موقفها مع فرنسا، فقد عاد المغرب من جديد إلى التودد لفرنسا لمحاولة جرها عن الجزائر، ومحاولة أن تعترف له بالحكم الذاتي. لكن فرنسا تخشى أن يحدث لها مع الجزائر ما حدث لإسبانيا قبلها مع نفس الدولة،  ولازالت مترددة وغير قادرة أن ترتكب نفس الخطأ. تماما مثل قصة العشيقين لمومس واحدة لا بد أن تغار فرنسا من تقارب المغرب مع فرنسا وتغار إسبانيا من تقارب المغرب وفرنسا. إذن، فرنسا لن تقبل بإسبانيا كشريك في المخدع مع المغرب، والعكس صحيح. هذا يعني أن من يقدم أكثر تنازلات هو المفضل، وفي الوقت الحالي إسبانيا هي التي ترقص وتعزف للعشيقة وهي التي تدفع ثمن الفندق، وبالتالي هي المفضلة. محاولة المغرب دفع فرنسا إلى الاعتراف بالحكم الذاتي، سيكون بدون مقابل، وستكون تأثيراته على علاقة باريس بالجزائر وخيمة، وقد يجعل هذه العلاقة تعود إلى نقطة الصفر.

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء