نعوم تشاومسكي هو أمريكي من أصل يهودي، من أشهر أساتذة اللسانيات في العالم، وأيضا، وهذا شيء لا يعلمه الصحراويون كلهم- لا أقول بعضهم- هو أكبر مدافع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير في الولايات المتحدة الأمريكية. نعوم يرقد هذه الأيام في المستشفى، مصاب بجلطة، ويقولون أنه فقد حاسة النطق، وما كاد يدخل إلى المستشفى حتى اهتز العالم حزنا عليه. نحن، على ما يبدو، لم نحزن عليه لأننا لا نعرفه، ولا نعرف أنه هو أكبر صديق يدافع عنا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أكبر مقاوم للمحتل المغربي. حين اعترف المجرم ترامب للمجرم محمد السادس "بالسيادة على الصحراء" شن نعوم تشاومسكي حربا شرسة على الإدارة الأمريكية في وسائل الإعلام، وصرخ قائلا: “كشف الرئيس ترامب مرة أخرى عن تجاهله للقانون الدولي وحقوق الإنسان الأساسية من خلال الاعتراف رسميا باحتلال المغرب الإجرامي والوحشي للصحراء الغربية". ويضيف العم نعوم في تصريح آخر:" من الواضح أن ما حدث في الصحراء الغربية كان بمثابة هدية للمغرب مقابل قبوله طلب ترامب الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي الإجرامي والوحشي للضفة الغربية الفلسطينية. ويكشف التماثل المروع بوضوح كبير عن حقد إدارته على الشعب الصحراوي والفلسطيني". هذا فقط غيض من فيض من تصريحات العم نعوم تشاومسكي حول قضية الشعب الصحراوي العادلة. ويعتبر نعوم تشاومسكي أن الربيع العربي بدأ من الصحراء الغربية وقال كلمته الشهيرة: لقد بدأ الربيع العربي في الصحراء الغربية، فقبل شهر من احداث تونس، كانت هناك مدينة الخيام في الصحراء الغربية، واحتجاجات سلمية ضد الاحتلال المغربي". كنت سمعت أنه يرد على كل الرسائل التي تصله بالبريد الالكتروني، فبعثت له رسالة، سنة 2012م، سألته فيها هل يتواصل معه الصحراويون الذين يدافع عن قضيتهم؟ كانت المفاجأة أنه رد فعلا على الايميل، وقال أنه يتذكر أنه وصلته ثلاثة رسائل من عند صحراويين يشكرونه على مواقفه مقابل بحر- على جد تعبيره- من رسائل المغاربة غير المؤدبين الذين يتهجمون عليه.
هل نحن لسنا أوفياء لأصدقائنا؟ هل ذاكرتنا مثقوبة إلى هذه الدرجة؟ لم يظهر أي مقال أو تصريح يطلب الشفاء لهذا الصديق الذي لم يترك أية فرصة أتيحت له إلا وتحدث عن قضية الشعب الصحراوي العادلة. كأضعف الإيمان نتمنى له الشفاء.
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء