هل لنتائج انتخابات جنوب افريقيا تأثير على دعم القضية الصحراوية؟

 


كما توقعت استطلاعات الرأي، لم يحصل حزب نيلسون مانديلا، حزب المؤتمر الوطني، على نسبة تجعله يشكل الحكومة بأريحية مثلما كان يفعل منذ الاستقلال. نتيجة الانتخابات في جنوب افريقيا تهم الصحراويين كثيرا، وبصراحة تابعوها وأيديهم على قلوبهم لأن جنوب إفريقيا هي واحدة من حصون الدفاع عن قارة إفريقيا، وعن قضاياها العادلة. هي، أيضا، حصن الصحراويين المتقدم في القارة الإفريقية، ولها تأثير كبير على مواقف الكثير من الدول الإفريقية. فهي، بمعية الجزائر، اللتان منعتا إسرائيل من الحصول على عضوية مراقب في الاتحاد الإفريقي، وهي التي تزجر المغرب كلما حاول التطاول على الافارقة أو حاول استهداف اتحادهم. السؤال الآن هو كيف تراجع حزب المؤتمر الوطني؟ الإجابة ببساطة هي أن وقوف جنوب افريقيا إلى جانب غزة، وتقديمها شكوى بإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية جعلها تتعرض لهجمة شرسة من طرف الغرب. ولم يتعرض حزب المؤتمر الوطني إلى هجوم غير مسبوق من طرف إسرائيل وحدها، لكن تعرض، أيضا، إلى تحالف إسرائيلي مغربي لإسقاطه لمحاولة تحييد جنوب إفريقيا، كدولة تقدمية، من مسرح الأحداث العالمية، وانتزاع منها ورقة محامي القضايا العادلة مثل قضيتي فلسطين والصحراء الغربية. في الواقع النتائج التي حقق حزب المؤتمر الوطني في الانتخابات تعتبر جيدة إذا ما أخدنا في الحسبان الهجمة العنيفة التي قام بها المغرب واسرائيل لمحاولة قلب النظام في البلد المذكور عن طريق الانتخابات. لكن، وهذا مطمئن، الأصوات التي خسرها حزب المؤتمر الوطني ذهبت منها نسبة 15 في المئة إلى حزب الرئيس السابق زوما، والباقي ذهب لحزب ماليما، وهما حزبان خرجا من مدرسة حزب المؤتمر الوطني التقدمية. هذا يعني أن الموقف التقليدي لجنوب إفريقيا في دعم القضايا العادلة لن يتغير. إن عدم تغيير النظام في جنوب إفريقيا سيصيب المغرب بهستيريا، فهناك أخبار متداولة تقول أن جنوب افريقيا، بعد نجاحها الباهر في ادانة إسرائيل، يمكن أن تدين المخزن أيضا في قضايا من بينها انتهاك حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء