" خليتو جاءكم ترامب"

 


كان ذلك الشيخ يتابع نشرة الأخبار، وبالصدفة قال المذيع أن الحزب الجمهوري الأمريكي رشّح ترامب للرئاسة. التفت الشيخ إلى الجماعة وسألهم: هل ترامب لازال طليقا؟ ألم يسجنوه؟ خليتو إلى جاءكم ترامب. 

**

في الواقع، مثَّل ترامب صورة وروح أمريكا الحقيقية، وربما مثّل صورة الغرب المتطرف ككل. فهو شخص أهوج، متهور عنيف، يؤمن بتفوق الغرب وحضارته المادية، يلجأ إلى العنف والمال لتحقيق مآربه. مثّل، أيضا، رمزا لكذب الغرب ونفاقه،  وغياب العدل والديموقراطية فيه. فبعد خروجه-ترامب- من البيت الأبيض تكالب  عليه القضاة والمدعون، وتحول ملفه إلى ملف أسود مليء بالمخالفات والجرائم والجُنح، وظن العالم المنبهر بالغرب أن ترامب سيقضي بقية عمره في السجن المؤبد أو سيتم إعدامه. لكن بما أنه يمثل رمزا للغرب وشخصيته وأخرج روح العنصرية من قمقمها فقد خرج ترامب بريئا كالشعرة من العجينة. بدل أن يقضي بقية عمره في السجن يمكن أن يقضيه في البيت الأبيض. تم محو كل الجرائم وكل الجنح، وتم ترشيحه للانتخابات الرئاسية. بالنسبة لنا كصحراويين ترامب كارثة، رزّة، مصيبة وإذا فاز في الانتخابات تنتظرنا سنوات صعبة. الآن المخزن ينتظر بفارغ الصبر فوز ترامب، ويفرك يديه فرحا، وحرك لوبياته في واشنطن كي يفوز هذا البعبع الأصفر.  فحين نحلل كلمة الشيخ- خليتو جاءكم ترامب- نجد أنه يعني أنه سيعود كالوحش، وأنه سيحاول تصفية وحل قضية الصحراء الغربية لصالح المغرب، وسيفتح قنصلية في الداخلة وربما يصل به الجنون إلى محاولة تسجيل انتصار تاريخي بأنه حل القضية الصحراوية التي استعصت على ثمانية رؤساء امريكيين. في الواقع، القضايا العادلة التي يدافع عنها شعب شجاع، عنيد لا يمكن تصفيتها ولا القضاء عليها. كل شيء يرتكز علينا وعلى شعبنا وعلى صمودنا، أما التغريدات والبيانات والصخب فلا يهزم الشعوب.

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء