حتى نفهم ما يحدث في الاتحاد الافريقي

  



عُقدت في اكرا، غانا، الدورة ال45 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي، وفيها حاول المغرب، كالعادة، أن يمرر في الكواليس قرارا يمنع مشاركة الدول غير العضوة في الأمم المتحدة في اللقاءات الثنائية التي يعقدها الاتحاد الافريقي مع دول واتحادات في العالم.  

كما نعلم جميعا، كان هدف عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي هو محاولة إخراج الجمهورية الصحراوية من هذا الاتحاد. لتحقيق هذا الهدف عمل المغرب على مرحلتين: الأولى هي أنه حاول إقناع أو رشوة أو ابتزاز أكبر من الدول الإفريقية المعترفة بالدولة الصحراوية أن " تجمد اعترافها" إلى غاية أن تبت الأمم المتحدة في القضية. ورغم أن الدول التي انساقت مع المغرب في فكرته أو رشاها كي تفعل ذلك جمدت اعترافها إلا أن المغرب روج في إعلامه أنها سحبت اعترافها، وهناك فرق شاسع بين سحب الاعتراف، الذي لا يوجد أي دستور أو قانون يلح عليه، والتجميد. 

استمر المغرب في محاولته تلك حتى حصل على موافقة الدول التي تمكن رشوتها أو إقناعها. حين لم يعد قادرا على تجميد اعتراف دول أخرى انتقل إلى المرحلة الثانية وهي فتح القنصليات في المدن الصحراوية، وراح يرشي ويشتري الذمم حتى حصل على عدد من الدول أو الدويلات الفقيرة الصغيرة. الآن المشهد هو كالاتي: المغرب لم يستطيع أن يقنع أكبر عدد من الدول الإفريقية كي تغير القانون، ولم يعد يستطيع أن يقنع أو يرشي دولا أخرى افريقية أن تسحب اعترافها، كما لم يجد دولا أخرى تريد أن تفتح قنصليات. هذا يعني أن أصدقاء الجمهورية الصحراوية الاوفياء يمنعون المغرب من تنفيذ خططه  خاصة إن بينهم دولا وازنة مثل جنوب افريقيا والجزائر، وأصدقاء المغرب غير قادرين على الوصول إلى النصاب القانوني لتغيير القانون. إذن، الآن الخطة هي أن يبحث عن " انتصارات" أخرى وهمية. ماذا فعل؟ كلما حانت قمة تجمع الإتحاد الافريقي بدولة من الدول مثل اليابان أو الصين أو روسيا، يسارع المغرب، قبل انعقاد تلك القمة، إلى الدولة المعنية- بما أن لها الحق  أن تقبل أو اترفض دخول وفود الدول إلى اراضيها-ويقنعها ألا تقبل مشاركة دولة إفريقية- يعني الدولة الصحراوية- لا تكون عضوا في الأمم المتحدة. الهدف من قطع الطريق أمام الدولة الصحراوية هو تسويق ذلك الفعل أنه انتصار فقط. الآن، نحن على قناعة أن المغرب سيظل يحاول ويكرر المحاولة في سبيل نجاح مسعاه وهو طرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الافريقي، وإذا لم ينجح يمكن أن يحاول إفشال الاتحاد الافريقي أو على الأقل يخلق شرخا عميقا بين دوله، ونتذكر أنه جرب هذا الأسلوب مع الوحدة الإفريقية سابقا. 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء