تشارك جريدة "القدس العربي"(الاسم الحقيقي الدال هو جريدة تل ابيب الصهيوني) في مشروع الصهاينة وأذنابهم في منطقة شمال غرب إفريقيا. ففي مقال الذبابة المغربية، نزار بولحية، الأخير في "القدس العربي" يتمنى وينصح موريتانيا أن تُغير موقفها من قضية الصحراء الغربية، وتتبع القطيع الذي يقوده الصهاينة وتطبع مع إسرائيل. هناك مَثل يقول أن الكلب يفرح أكثر من صاحبه بالصيد. هذا ما حدث، تماما، للمرتشي نزار بولحية. فتغيير موقف فرنسا من قضية الصحراء الغربية فرِح به بولحية أكثر مما فرح به المخزن نفسه. فبعد فرحه بموقف ترامب وموقف نتنياهو، ها هو يفرح بموقف ماكرون. المشكلة أن هذا الإمعة لا يفرح فقط بأي شيء ضار بالجزائر أو بالصحراء الغربية، لكن يبدأ يسبح في هالة من الاوهام مثل تساؤله هل ستغير الجزائر موقفها قدوة بفرنسا، هل ستغير موريتانيا موقفها من قضية الصحراء الغربية؟ هذا النكرة يتمنى ذلك، ويتمنى أن يستيقظ ويجد الجزائر تخلت عن القضية الصحراوية، ويجد موريتانيا قد اعترفت بالحكم الذاتي. نحن نعرف أن تلميح هذه الجريدة المتصهينة لا يأتي من فراغ. فهي تعتقد إنه بعد اعتراف فرنسا بالحكم الذاتي، سيتوجه الضغط الفرنسي والصهيوني والمخزني نحو موريتانيا، وستواجه الكثير من الضغوطات خاصة من طرف فرنسا لأنها- فرنسا-تحلم أن تعود إلى الساحل عن طريق موريتانيا مطبعة ومبتعدة عن محور الجزائر المقاومة.
أولا هناك مسلمات تحكم العلاقات بين موريتانيا والصحراء الغربية وهي قضية الأمن القومي الموريتاني. إذا أحتل المغرب الصحراء الغربية سيحتل موريتانيا في عدة أيام. حين أقول هذا فلا أعني أن موريتانيا لا تمتلك جيشا ولا شعبا يدافع عنها، ولا أعني أنه سيحتلها بالقوة ، لكن لأن موريتانيا هي حجر الزاوية في المخطط الإسرائيلي المخزني الذي يستهدف قلب القارة الإفريقية، وفي حالة يضم المغرب الصحراء الغربية سيتكالب العالم الغربي على موريتانيا وبعدها الجزائر. ثانيا، موريتانيا تم استهدافها من قِبل المخزن واسرئيل مباشرة بعد تطبيع المخزن مع إسرائيل، ويتذكر الموريتانيون أن ملك المخزن وعدهم بزيارة، لكنه لم يقوم بها. ثالثا، الصحراويون لا يتدخلون في الشأن الداخلي لموريتانيا؛ إذا أرادت أن تجمد اعترافها أو تسحبه بالدولة الصحراوية، فذلك شأن موريتاني، لأن الصحراويين لا يهمهم من جمد علاقاته معهم أو أذاب جليدها. الشعب الصحراوي هو صاحب القضية، وهو صاحب الكلمة الأخيرة. أقول لجريدة تل ابيب التي لا تستحق حمل اسم القدس العربي، أن هذه الذبابة الخضراء المتصهينة التي تكتب فيها-بولحية- قد فرح لموقف ترامب منذ أربع سنوات وقال إن القضية حُسمت، لكن مرت أربع سنوات ولا زالت القضية قائمة، وفرح بموقف نتنياهو والآن يفرح بموقف ماكرون. القضايا العادلة لا تحلها مواقف الأشخاص المخمورين مثل ترامب، نتنياهو وأمثالهما، ولا تحلها امنيات المرتشيين. الخلاصة أن الموريتانيين عقلاء، ولن يُلدغوا من جحر مرتين.
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء