كانت سنة 2006م سنة ضغوطات
أمريكية كبيرة على المغرب وعلى البوليساريو معا لإيجاد حل يرضي الولايات المتحدة
الأمريكية. الحل الذي كانت تريده\تتصوره الولايات المتحدة الأمريكية كان يعني حكم
ذاتي يتم فيه طتقاسم" السيادة بين المغرب والبوليساريو- هذا صعب أو مستحيل-.
ورغم أن المغرب، إرضاءا لأمريكا، أعلن عن مخطط للحكم الذاتي إلا ان الولايات
المتحدة رأت من خلال مسودة المخطط المذكور أن المغرب لا يريد ان يتقاسم السيادة مع
البوليساريو. تم تكليف السفير الأمريكي بالرباط توماس ريلي بالتواصل مع المغرب
والضغط عليه كي يحسن من مشروعه ويكون في النص ما يشير، بصراحة، إلى تقاسم السيادة
مع البوليساريو او يشرك هذه الأخيرة في إعداد مسودة الحكم الذاتي..
يوم 17 ابريل 2006م استدعى
السفير الأمريكي بالرباط ممثلا عن الملك هو الفاسي الفهري، والتقى معه ليتباحث معه
حول ماذا حقق المغرب من دعم لمخطط للحكم الذاتي بعد الجولة التي قام بها وفد مغربي
إلى موسكو والصين بحثا عن دعم لمخطط الحكم الذاتي في مجلس الأمن. خلال تقييمه
للوضع قال الفهري أن المشكلة كلها تقع على عاتق الجزائر التي ترهن بعث العلاقات مع
المغرب وفتح الحدود بقبول المغرب لمخطط بيكر الثاني..
كان السفير الأمريكي غاضبا من
مناورات المغرب وتماطله، وحين تدخل قال مخاطبا المغاربة، أن الولايات محبطة من تصرف
المغرب الذي عاد خاوي الوفاض بعد أن سبق وأعلن أنه لديه أفكار محددة سيتقاسمها مع
البوليساريو بخصوص الحكم الذاتي، وان ما تم تقديمه هو عقيم وغير مقنع. حسب تقرير للسفير
الأمريكي بالرباط توماس ريلي، المكلف بمتابعة تطور مشروع الحكم الذاتي، بتاريخ 20 ابريل 2006م تحت رقم 06rabat722_a ، فإن المسئول المغربي قضى
أكثر الوقت يماطل ويرواغ ويتشكى من الجزائر، ولم يقدم أي شيء مقنع..
وحسب المسئول المغربي الفهري
فإنه يتعجب من أنه يسمع أول مرة أن الولايات المتحدة تشترط أن تدعم المغرب فقط
وفقط إذا قام بمفاوضات جادة مع البوليساريو. إن هذا الشرط- يقول الفهري- تم تقديمه
للمغرب على أساس أنه اقتراح وليس شرط بينما هو في العمق شرط.. ويقول الفاسي أنه
صُدم حين ما سمع الرسميين الأمريكان يستعملون مصطلح " غيبي" في وصفهم
للتفكير المغربي حول الحكم الذاتي..
ويمضي السفير الأمريكي في
استهزائه بالفهري الفاسي وسخريته من تحليله وممطالته، ثم يسأله قائلا: ما هو
موقفكم من ندوة دولية حول الصحراء الغربية؟ يقول الفهري ان ذلك يرجع للظروف، لإن
الجزائر تريد ندوة تجمع المغرب والبوليساريو وتسمح للجزائر أن تبقى على الهامش
وتظهر نفسها أنها "طرف متعاون وبدون مسئوليات تاريخية." أن المغرب -
يقول الفهري- ليس ضد المفاوضات مع البوليساريو، وقدم ما يمكن أن يتم التفاوض
بشأنه.. ثم أن الولايات المتحدة الأمريكية والمجموعة الدوليةيجب أن لا تطمئن
الجزائر على انها ليست طرفا في النزاع.. إن المجموعة الدولية ترتكب خطأ فادحا حين
تترك الجزائر تنأ بنفسها عن الصراع..
وحين تدخل السفير الأمريكي في
النقاش قال أنه التقى مع الكثير من قادة الأحزاب في المغرب لكن لا توجد لديهم
معلومات ولا افكار أو تفاصيل عن الحكم الذاتي..
التقرير الأمريكي المذكور يوضح
إلى أي مدى كانت الولايات المتحدة محبطة من تصرف
\ المغرب ومن مماطلاته التي لا طائل من ورائها. فعلى ما يبدو كانت هناك
ضغوطات أمريكية جادة على المغرب كي يقدم مشروعا للحكووم الذاتي يتميز بالجدية،
يركز على تقاسم السيادة مع البوليساريو ويجعلها طرفا حقيقيا في المفاوضات وحتى في
صياغة المشروع، لكن المغرب أغلق كل النوافذ أمام تقديم مشروع يرضى عنه الأمريكان.
إن عدم تقديم المغرب لمشروع حكم ذاتي يتطابق ووجهة النظر الأمريكية- تقاسم السيادة
مع البوليساريو- رغم الضغط الذي مورس عليه
من طرف الإدارة الأمريكية راجع إلى أنه لا يوجد ما يفرض عليه ذلك على الأرض،
والولايات المتحدة لم تصل معه إلى مرحلة الضغط المباشر الذي ينتقل من الكلام إلى
الفعل.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء