ممثل الحكومة الجزائرية يستدعي السفير الأمريكي


Resultado de imagen de ‫السفير الجزائري عبد الله باعلي‬‎


حسب المتعارف عليه في العالم السفير الأمريكي هو الذي يستدعي المسئولين في البلدان المعتمد لديها، وحتى إذا قامت دولته بفعل يتنافى والأعراف الدبلوماسية فمن النادر أن تستدعيه الدول او توبخه.. في سنة 2006م حين كانت الضغوطات الأمريكية تزيد يوما بعد يوم ضد البوليساريو والجزائر لجعلهما يقبلان بالحكم الذاتي المغربي، وتم تأليب عليهما الأمم المتحدة ومبعوثها الشخصي إلى الصحراء فان والسوم.. يوم 25 ابريل 2006م استدعى المستشار بالخارجية الجزائرية والسفير السابق بالأمم المتحدة عبدالله اباعلي السفير الأمريكي بالجزائر يتشارد ايردمان ليخبره أن الجزائر، ورسميا، ترفض التوصيات الواردة في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الصحراء الغربية- ابريل 2006م- التي- حسب اباعلي- تتجاهل الإنجازات الماضية خاصة مخطط بيكر الثاني ومبدأ تقرير المصير.
استدعاء المستشار بالخارجية الجزائرية للسفير الأمريكي راجع إلى ان الولايات المتحدة، في تلك الأيام، كانت نشطة جدا وتعمل في الخفاء كي تجعل مخطط الحكم الذاتي يصبح هو قاعدة أية مفاوضات، وتريد الجزائر أن تصبح طرفا في الصراع وتتفاوض مع المغرب.
ويمضي اباعلي في أحتجاجه على السفير الأمريكي قائلا:" إن الجزائر لن تكون طرفا في مفاوضات مباشرة حول الصحراء الغربية بين المغرب والبوليساريو حول الحكم الذاتي ما دام المغرب لم يقدم مشروعا جيدا، ومادام مسعاه لا يتضمن على عنصر تقرير المصير. إن مخطط بيكر – يقول باعلي- لازال على الطاولة ويجمع الاستقلال والانضمام والحكم الذاتي، ولا حاجة لمخطط جديد.          
حسب تقرير السفير الأمريكي بالجزائر ريتشارد وياردمان بتاريخ 25 ابريل 2006م والذي يحمل رقم 06algiers757_a فإنه قال ردا على المستشار اباعلي:" أنه ليست لديه تعليمات بخصوص تقرير الأمين العام- لشهر ابريل 2006م-، لكن الولايات المتحدة تعيد التأكيد على دعمها لحل سياسي متوافق بشأنه في إطار الأمم المتحدة، وللمفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو، ولتطور المقترح المغربي للحكم الذاتي الموسع. حسب التقرير فإن السفير الأمريكي شدد على أهمية الحاجة إلى تفكير مبدع حول كيف يجب ان نتصرف أمام حقيقة ان المغرب يرفض دائما الاستقلال والبوليساريو ترفض الاندماج. الحكم الذاتي- دائما حسب السفير الأمريكي- يوفر الإمكانية الوحيدة لأرضية مشتركة. إن مفاوضات مباشرة بين البوليساريو والمغرب بدون شروط مسبقة يمكن أن تخلق فضاءا لإيجاد أرضية مشتركة.. من جهة أخرى نحن نخاطر بتعريض اللاجئين للعقاب ثلاثين سنة أخرى في المخيمات..
وبعد أن استمع السفير الأمريكي إلى اباعلي مرة أخرى، يكتب في تقريره توصيات لكتابة الدولة الأمريكية يقول فيها: " إن معارضة الجزائر والبوليساريو الشرسة لتقرير الامين العام تجعلنا نوصي بإعطاء الأعتبار لفكرة تايئد قرار حيادي وتقني. يجب أن نشجع المفاوضات المباشرة بين البوليساريو والمغرب بدون شروط مسبقة، وفي نفس الوقت يجب ان ننظر إلى طريقة فعالة لإدماج ممارسة حق تقرير المصير في مخطط الحكم الذاتي."
هذه التوصية\الفكرةالأخيرة مهمة- إدماج تقرير المصير في الحكم الذاتي- وهي التي أنطلقت منهاالولايات المتحدة الأمريكية كي تدعم الحكم الذاتي، وتحاول أن تأتي بجديد لكن أعترضها ان المغرب لم يستطيع فعل ذلك، واعترضها أيضا رفض البوليساريو.
نعود إلى التقرير، فنجد ان السفير الأمريكي يمضي في توصياته لوزارته – كتابة الدولة- قائلا:" يجب أن نبحث- الأمريكان- من خلال حوار حصري عن طرق فعالة لنوفق بين الحكم الذاتي وتقرير المصير.. نحن – السفارة الأمريكية بالجزائر- لا نتفق مثلما تقترح السفارة في الرباط أن لجنة ثنائية مع فرنسا في هذا السياق ستكون منتجة(..) في هذا السياق، رعاية الولايات المتحدة الأمريكية لمسعى مثلما يقترح السفير جون بولتون يمكن ان يكون أكثر فعالية أو على الأقل يجعل الضغط متواصل لخلق تفكير جديد- للحل-.
                      
إذن، كل التقارير الامريكية كانت أتفقت كلها- تقرير كتابة الدولة، تقرير السفارة في الرباط والجزائر- أن مسعى بولتون- مذكور سابقا-: يتم القفز على مجلس الأمن ويتم تنظيم مفاوضات مباشرة، بدون شروط مسبقة، خارج إطار مجلس الأمن بين المغرب والبوليساريو تحت رعاية أمريكية- الضغوطات-
لكن رغم ذلك، تتفق كل التقارير المذكورة سابقا في هذه المدونة،ان الولايات المتحدة، رغم وقوفها التقليدي إلى جانب المغرب ودعمها الصريح للحكم الذاتي، كانت تريد حكما ذاتيا غير منطقي تماما، يجمع آليات الحكم الذاتي وتقرير المصير( تقاسم السيادة)
لاحقا سنرى أن الولايات المتحدة ستحاول القفز على مجلس الأمن وتحاول حل القضية بمفردها.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء