الحاج "روس" ملتحي ومبتسم

كان روس كريستوفر يظهر دائما في الصور الكثيرة التي تلتقط له مبتسما، ونادرا ما ظهر في صورة بدون ابتسامة. الدبلوماسيون عادة ما يغطون فشلهم بابتسامة عريضة، لكن متشنجة. وحده روس يبتسم دائما بدون تشنج. إنه دبلوماسي من الدبلوماسيين ذوي الدم البارد.
الآن، يبدو أن روس غَّير من بروتوكول الصورة، وأضاف إلى الابتسامة اللحية.. أصبحنا نطلق عليه الحاج روس المبتسم، والحج الذي نعني قد لايكون الذهاب إلى مكة، لكن الحج إلى عواصم الجزائر ومدريد وباريس وتندوف والرباط ونواقشوط.. عاد روس إلى المنطقة بنفس الابتسامة وبنفس الاسلوب وبنفس الأفكار تقريبا، لكن هذه المرة بلحية.  واللحية لغير المسلمين ترمز عادة إلى كثرة العمل ونسيان الحلاقة والعطر، أو ترمز إلى السجن أو إلى الكآبة أو إلى البويهيمة. روس لا نعرف في هذه الحالات يوجد. 
الحاج روس تتعقد مهمته كلما طال الوقت، فهو لا يعرف كيف يسابق الساعة رغم زياراته الكثيرة التي تبدأ من نقطة في الصفر وتعود لذات النقطة دائما.. 
حسب تفكيرنا المتواضع، مهمة الحاج روس مرتبطة أساسا بوجود اوباما في السلطة وبالشهور المتبقية من عهدته، وفي حالة أن ينجح الجمهوريون سيحمل روس حقائبه مبتسما وبدون تردد ويحلق لحيته.
نحن أمام وضع لا ينفع فيه لا ابتسامة روس ولا لحيته ولا تكشيرته؛ وضع يتميز بما يلي:
- المغرب لا يوجد ما يفرض عليه ان يترك الصحراء أو يقبل بالاستفتاء.
- المغرب يحلم أن تحصل أزمة في الجزائر بسبب الهبوط الحر لاسعار المحروقات، وتتفجر من الداخل مثل سوريا.
- المغرب يشحذ سكينه ينتظر هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية ليحل محلهم الجمهوريون أصدقاء المغرب التقليديين، وبالتالي، في حالة فوزهم، سيربح المغرب ثماني سنوات مرتاحا..
 بالنسبة لطرف الصراع الثاني، البوليساريو او الشعب الصحراوي:
- هذا الطرف ايضا لا يوجد من يفرض عليه أن يقبل الحكم الذاتي أو يرمي المنشفة.
إذن، نحن أمام قضية معقدة وتزداد تعقيدا مع مرور الوقت، وباتالي سواء جاء روس مبتمسا وملتحيا أو جاء حليق الذقن فلن ينفع.
إن تشبث روس بمنصبه راجع إلى أنه لا يريد أن يستقيل مثلما استقال فان والسوم الذي قال أن من سياتي سيستقيل، أو يفشل. روس لازال متشبثا بمنصبه ليس لإن لديه ما يقدم، لكن لإنه كان قد ظهر بمظهر الرجل الصارم حين رفض الاستقالة عندما رفض المغرب التعامل معه في سنوات ماضية، وبالتالي لا زال متشبثا بالعناد فقط، أما النتيجة فهي دائما نفسها: الدوران في الصفر.     

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء