
الآن، يحتفل المغرب بتقاعد الجنرال توفيق، رجل المخابرات الجزائري تماما مثلما أحتفل بموت بومدين سنة 1978م.. في الصحافة المغربية وحتى الفرنسية اشتعلت فرحة اسمها رحيل الجنرال توفيق. بالنسبة لهذه الصحافة سيتم حل مشكلة الصحراء الغربية، فتوفيق كان يغلق الحدود، وكان يهزم المغاربة في الأمم المتحدة وهو الذي أفشل الحكم الذاتي، وهو الذي كان يمول البوليساريو وكان يفكر نيابة عنها وكان يمنع دخول الحشيش إلى الجزائر، وكان يطارد الإرهاب وبرحيله انتهت كل مشاكل المغرب.
مثلما أحتفل المغرب بموت بومدين سنة 1978م ها هو يحتفل الآن برحيل توفيق عن المخابرات الجزائرية.
إذا رفضت الجزائر فتح الحدود ورفضت النقاش مع المغرب بخصوص الصحراء الغربية ورفضت دخول الحشيش إلى أراضيها سيصاب المغرب الصدمة، وسيبدأ سيناريو جديد من الحلم والوهم معا. سيبدأ المغاربة يقولون مادام لا موت بومدين ولا تنحية توفيق حلا المشكلة سننتظر أن يرحل بوتفليقة أو يموت مثل بومدين.. فبوتفيلقة هو الشيطان الآن وهو رأس كل بلية. وبعد بوتفيقلة سيتهمون أويحي أو الحاج موسى أو موسى الحاج ووو.
فبين وفاة بومدين سنة 78م وترقية توفيق في 92م على المخابرات كانت الجزائر دائما واقفة في وجه المغرب المحتل والغازي، وخلال هذه الفترة لم يكن هناك لا بوتفليقة ولا توفيق ولا بومدين، لكن كان هناك قائد كبير للمخابرات ومناصر كبير للشعوب اسمه الشعب الجزائري وهو الذي سيستمر بعد توفيق وبعدي بومدين وبعد بوتفليقة..
توفيق الذي لم يرى الجزائيون صورته ولا يعرفون عنه اي شيء صار الآن بطلا. أنا أيضا أظن أنه بطل لماذا؟ ليس لإنه كان يقود المخابرات الجزائرية ونجح في مهمته، لكن لإن المغرب فرح برحيله. فكل شخص يفرح المغرب برحيله وبموته هو بطل حقيقي.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء