الولايات المتحدة تناقش خطتها مع فان والسوم


خلال جولات من المحادثات مع الجزائر وإشارات بالضغط فشلت الولايات المتحدة في تليين موقف الجزائر أو أنتزاع منها تنازل يرمي إلى التفاوض مع المغرب بدلا من الصحراويين,وقبول الحكم الذاتي. الأمر جعل الخارجية الأمريكية تحاول أن تمد\ يمد لها يد العون المبعوث الشخصي للأمين العام فان والسوم ليكون بمثابة غطاء "شرعي" " أممي"، وتتخلى عن فكرة مفاوضات بين الجزائر والمغرب وتستبدلها بمفاوضات بين المغرب والبوليساريو، لكن فقط حول الحكم الذاتي. بتاريخ 26 جويلية 2006م حدث أجتماع في مقر البعثة الأمريكية نيورك بين فان والسوم ومستشار في وزارة الخارجية الأمريكية هو غوردان غراي. حسب تقرير لبعثة الولايات المتحدة بنيورك بتاريخ 1 غشت 2006م تحت رقم 06usunnewyork1440_a فإن غوردان غراي قال لفان والسوم ان تفكير الولايات المتحدة الأمريكية حول حل قضية الصحراء الغربية هو مايلي: تشجيع المغرب على تقديم مشروع حكم ذاتي معتبر قبل نهاية مهلة المينورسو، ومن ثم التقدم نحو مفاوضات بين البوليساريو والمغرب حول نفس المشروع.
بالنبسبة لفان والسوم، فإنه قال ان خطته ستبدأ بزيارة للمنطقة في سبتمبر -2006م- ويعتقد أن فكرة حل نهائي سوف لن يكون مقبولا من طرف البوليساريو إذا وردت كلمة " حكم ذاتي" في النص.. وكرر وجهة نظره القائلة أن الأطراف لن يقبلوا حقيقة أن أعضاء مجلس الأمن لن يقبلوا نقل القضية إلى البند السسابع، وعليه لن يبقى أمام الطرفين سوى واحد من الخيارين: مفاوضات مباشرة او الجمود.. الخيار الأول مفضل لكن الخيار الثاني هو الأفضل، وهو أقل إيلاما. وأخبرهم فان والسوم أنه لم يتلقى أي جواب حول رسالته التي طلب فيها قمة رباعية بين المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا. حسب المسئول الأمريكي- دائما طبقا للتقرير- فإن المغرب قد لا يستطيع إعداد مشروع حكم ذاتي يدمج فيه البوليساريو، وان المسئولين الجزائريين لو تم الضغط عليهم سيتقبلون أن دولة مستقلة في الصحراء هي غير مفضلة. إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن الحل سيكون صعبا لكن يستحق مجهودا.
حين عادت الكلمة لفان والسوم من جديد قال أنه بسبب تقريره الأخير – ابريل 2006م- فإن الجزائر رفضت استقباله في جوان الماضي.. ثم تساءل هل هناك قرار من الولايات المتحدة لإنهاء مهمة بعثة المينورصو أم سيحدث ذلك فقط حين تقرر أن البعثة لم تقم بمهمتها..                   
لم تتم إجابته، فواصل يقول- والسوم-: أعتقد انني استطيع إقناع الأطراف بالتوصل إلى حل" وأنه يستطيع أن ينجح للأسباب التالية: أولا حقيقة أن قضية الصحراء ستبقى تحت البند السادس؛ ثانيا، أن ما تبقى هو المفاوضات المباشرة أو الجمود، وانه اقنع المغرب بذلك وان الجزائر والبوليساريو يمكن ان يقتنعان رغم أنهما يظنان أن مجلس الأمن مقيد بقرار 1415.
من خلال اللقاء كان يبدو أن الولايات المتحدة، رغم أنها تدعم الحكم الذاتي الذي تشارك البوليساريو في إعداد مسودته، إلا انها بقيت مترددة فيما ستفعل. كانت أمامها عدة عقبات منها رفض الجزائر ان تكون طرفا في المفاوضات مع المغرب، ورفض البوليساريو لمناقشة الحكم الذاتي، وتلاعب المغرب بها ومماطلته في تقديم مقترح حكم ذاتي تشارك البوليساريو في إعداده.
رفض الجزائر المشاركة في مفاوضات مع المغرب وحساسية البوليساريو من أي مشروع يتم فيه ذِكر الحكم الذاتي، وتردد المغرب في تقديم مشروع مقنع لأمريكا جعل الخطة الأمريكية- مفاوضات خارج إطار الأمم المتحدة تحت رعاية أمريكية-  ترتبك وجعل القضية في النهاية تبقى أسيرة الموقف الأمريكي لبعض الوقت.      



يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء