وثيقة: اسبانيا تستضيف لقاءا سريا حول الصحراء

سنة 2007م بدأها المغرب والولايات المتحدة بقوة من أجل الترويج للحكم الذاتي، وكانت الضغوطات تتوالى على البوليساريو والجزائر لتليين موقفهما وجعلهما ينساقان في عملية تفاوضية بدون شروط مسبقة، وتكون نقطة بدايتها الحكم الذاتي. فحسب وثيقة أمريكية –تقرير للسفارة الأمريكية بالرباط بتاريخ 19 مارس 2007م- فإن أسبانيا أستضافت لقاءا سريا لمسئولين من الولايات المتحدة، أسبانيا، بريطانيا، وألمانيا يوم 14 مارس، للتحادث حول قضية الصحراء الغربية.. في الاجتماع أجمع كل المشاركين أن المغرب يقوم بحملة كبيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا وفرنسا، لكن رغم حيوية المبادرة- الدبلوماسية- لم يحدث هناك أنفراج في جوهر الحكم الذاتي حتى يكون مقنعا للطرف الآخر- البوليساريو-. بالنسبة للمشاركين، فإن الخطوط العريضة للحكم الذاتي المغربي، والتي تم الترويج لها عالميا، تجعل المغرب يُبقي على السيطرة الكاملة- على كل شيء-، وان هذا المشروع الجديد لا يختلف عن مشروع 2003م، والذي رفضه بيكر والحكومة. حسب التقرير فإن فرنسا تواصل دعم المغرب بقوة، لكن مستشاريها الذين شاركوا في الندوة يعتقدون أن مجهودات الحكومة المغربية يجب أن يتم تشجيعها من طرف مجلس الأمن بوضوح، وأيضا تشجع- فرنسا- التفاوض بين الطرفين، وأنهم- الفرنسيون- قلقين بشأن تقرير بان كي مون إلى مجلس الأمن الذي سيكون محافظا.. ترى الوثيقة أن الفرنسيين يواصلون الإلحاح على تقرير المصير، لكن عقد تقرير المصير يمكن أن يتم عن طريق توافق دستوري يؤيده تصويت يأتي فيما بعد.. بالنسبة للألمانيين – تقول الوثيقة- يحاولون صهر موقف أوروبي موحد لكنهم ليسوا متأكدين من ذلك.. بالنسبة لأوروبا عموما، فإن المصلحة الكبيرة تكمن في أن المغرب هو جزيرة للأستقرار في محيط جواري مضطرب، وأن هذا الأستقرار يجب أن تتم المحافظة عليه، ولهذا فإن أي حل للقضية الصحراوية سيجعل المغرب يضطرب هو غير محبذ.. بالنسبة للإسبان فإنهم كانوا غير راضيين لإن قضية الصحراء هي شأن داخلي ساخن، ومع ذلك فإنهم قد أثنوا على المقترح المغربي كمنطلق للتقدم- نحو حل- - وبذلك السبب رفع الجزائريون ثمن الغاز بنسبة 20%. ومع ذلك فإن البرلمان  الأسباني، وبالإجماع، بما في ذلك حزب ثباتيرو، يعارض موقف الحكومة من الحكم الذاتي، ويريد أسبانيا أن تعود إلى مسعاها التقليدي بدعم تقرير المصير.. وخلص الاجتماع إلى انه، حسب المراقبين، فإن  كل الصحراويين الأصليين يعارضون ما يقوم به المغرب، رغم أنهم أصبحوا أقلية. إن الصحراويين سواء كانوا مع المغرب أو ضده فإنهم يريدون إدارة إقليمهم بأنفسهم. إن المغاربة، على ما يبدو، - تضيف الوثيقة- قاموا بالكثير من أجل إعداد مقترحاتهم- الحكم الذاتي- ويبدو أنه لديهم، حسب ما يقولون، ما يضعون على الطاولة في ابريل القادم- 2007م- لكن إلى حد الآن لم يظهر أي شيء يمكن أن يكسب قلوب وعقول الصحراويين.. حسب الأمريكيين فإن دور الجزائر يبقى شائكا، ويبدو انها بدأت تتصدى للهجمة المغربية، وحسب وجهة نظرها هي تبقى متشبثة بمخطط بيكر.. حسب الفرنسيين فإن الجزائر هي مثل ملاكم تم حشره في زاوية وسيستسلم، أما حسب الأسبان فإن إقناع الجزائر يبدو صعبا.. بالنسبة لقضية فتح الحدود المغربية الجزائرية هي في صالح المغرب والجزائر، لكن هذه الأخيرة لا تريد فتحها.. بالنسبة للفرنسيين، فإنهم قالوا في تلك الندوة أنهم أقترحوا على المغرب ان يقدم مخططه- للحكم الذاتي- للامين العام للأمم المتحدة كي يدرجه في تقريره القادم.
إذن، كما لاحظنا فإن جميع الدول التي لها علاقة بقضية الصحراء الغربية، من بعيد أو من قريب، تحركت في سنتي 2006- 2007م كي تحاول أن تدعم المغرب في مخططه للحكم الذاتي، لكن بدون جدوى..               
                  


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء