الصوت يجب أن يكون متناغما لمواجهة الكارثة


بدأت بعض الأصوات الخجولة ترتفع هنا وهناك، فالأمم المتحدة تطلب أن يتم تقديم المزيد من المساعادات للاجئين الصحراويين، واظنها تقصد الأغطية والدقيق، والهلال الأحمر الصحراوي بدأ يصرخ مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل للتخفيف من معاناة اللاجئين بعد الأمطار، والمكتب في فرنسا وأسبانيا بدأ يتصل بالمنظمات والجمعيات وقد يكون طلب منها، مثل الأمم المتحدة، بطانيات ومواد غذائية.. هذه كلها أصوات غير متناغمة تصب في سبخة لا قعر لها وسوف لن يسمعها أحد.. الحل يكمن في توحيد كل الجهود على مستوى عالي والتحرك بسرعة لمواجهة الوضع، ليس بالبطانيات ولا بالدقيق، إنما بإيجاد حل جذري لمشكلة الفيضانات التي من الممكن أن تؤثر، إذا تكررت، على معنويات صمود شعبنا الذي قد ينتظره لجئوا طويلا جدا تزداد صعوبته كل مرة.. يجب التحرك في إطار دولة وقضية لاجئين، ويجب تنسيق الجهود مع الحلفاء والأصدقاء ومع كل العالم والأمم المتحدة ليس للألتفاف على مشكلة الفيضانات التي دمرت بيوت الناس في المخيمات فوق رؤوسهم، لكن لوضع خطة إعمار شاملة مبرمجة يتحرك الجميع لتنفيذها.. كل مرة تتكرر قضية الفيضانات يتكرر  توزيع أغطية ومواد غذائية، ثم ينقلب المواطن على نفسه يحفر ليبني من جديد بيتا من الطوب يعرف هو أنه سيكون عرضة للسقوط عند أول قطرة مطر في الخريف القام..
فالأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والدول الصديقة والأتحاد الإفريقي والهلال الأحمر والدولة الصحراوية والأتحاد الأوروبي يجب أن يتم طلب منهم، كلهم في آن، بناء منازل للناس تحس فيها بالأمان. إن الذي نخشاه هو أن يتأثر صمود الناس بتكرار سقوط بيوتهم كل خريف، ويكتب التاريخ أن الفيضانات هي التي هزمتنا حينما لم يستطيع العدو فعل ذلك..

أظن أن طريقة الأصوات المغردة كل بمفرده وفي وادي سوف يبتلعها ماء الفيضان، ويحدث بعد ذلك صمت عميق ونكبة معنوية.. فهذه الكارثة التي تتكرر كل خريف، والتي تثير رعبا كبيرا في نفوس المواطنيين، تهدد صمود شعب كله في مكان اللجوء، وبالتالي فلا بد من مواجة الأمر بتغيير جذري للواقع المادي القائم على الأرض ببناء مساكن آمنة في مكان المساكن التي تذوب كلما سقطت قطرة من الماء كل خريف..            

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء