وثيقة: إشراك "الكوركاس" بدل البوليساريو في إعداد مسودة الحكم الذاتي


حين كانت الولايات المتحدة الأمريكية تضغط وتنتظر أن يُشرِك المغرب البوليساريو ويستدعيها كي يتم إعداد مسودة للحكم الذاتي يتم دمج فيها الحكم الذاتي مع تقرير المصير، كان المغرب يناور ويؤجل ما استطاع؛ فهو من جهة لا يستطيع أن يغامر بوضع مخطط يتخلى بموجبه عن الصحراء الغربية ويحتفظ فقط بالعلم، ومن جهة أخرى الضغوطات الأمريكية تلسع ظهره ضف إلى ذلك حساسية البوليساريو من ذكر كلمة الحكم الذاتي او فتح حوار بشأنه . كانت الفكرة هي أن يتم خداع أمريكا بإشراك "الكوركاس"- المجلس الاستشاري الصحراوي الذي يمثل المغرب- "كممثل" للصحراويين وكبديل لبوليساريو. تم إعطاء الضوء الأخضر للكوركاس كي يعد مسودة مشروع الحكم الذاتي ويقدمه للملك.
فحسب تقرير من السفارة لأمريكية بالرباط بتاريخ 13 ديسمبر 2006م ويحمل رقم 06rabat2254_a ، فإن السفير الأمريكي توماس ريلي، الملكف بمتابعة إعداد المغرب لمسودة الحكم الذاتي كتب: " إن مخطط الحكم الذاتي الذي أعده "الكوركاس" والذي أعلن رئيسه أنه أصبح جاهزا وسيقدمه للملك لم تتم الموافقة عليه من طرف كل الصحراويين، ولا حتى من الكوركاس نفسه.وحتى لو كان الكوركاس وافق عليه فإن ذلك لا يعني الشيء الكثير، لإن الكوركاس ليس مؤسسة تشريعية.        
في الحقيقة وحتى يتم القفز على فتح حوار مع البوليساريو حول إعداد الحكم الذاتي، قام المغرب بمسرحية أمام أمريكا بحشر أعضاء الكوركاس – نيابة عن البوليساريو- لمدة يومين في الرباط في جلسة استثنائية أيام 4 و5 ديسمبر 2006م،  تم فيها انتزاع ومصادرة التلفونات والأغراض الشخصية بالقوة حتى لا يتم تصوير وتسجيل المشاداة. في اليوم الأول تمت مناقشة قضية الثروات تحت الحكم الذاتي، وهل ستشارك المملكة في ريعها أم فقط في جباية الضرائب، وهل ستكون هناك أحزاب في الإقليم أم لا وهل سيتم قبول البوليساريو في المستقبل كحزب أم لا.؟   بعد نهاية الاجتماع تم أنتزاع من الملجس قبول قسري لخطة الحكم الذاتي على أساس أنه هئية تمثل الصحراويين. عقب الجلسة تم رفع مسودة الحكم الذاتي إلى الملك مرفقة بتقرير يقول أن المشروع يضمن الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للشعب الصحراوي تحت السيادة المغربية، وأنه ينسجم مع القانون الدولي، وأن أي استفتاء لن يكون ممكنا لإن الصحراويين يعيشون في موريتانيا والجزائر وجنوب المغرب، وان اللغة الأسبانية ستصبح هي اللغة الثانية قبل الفرنسية.
ورغم وجود أعتراضات كبيرة بين صفوف الكوركاس نفسه ومعارضة للحكم الذاتي إلا أنه تم فرض الموافقة عليه رغم أن الأعضاء – وهذا مضحك- لم يطلعوا على مسودة المشروع ولم يعرفوا تفاصيله، إنما ناقشوا نقاط لا يعرفون هل هي مدرجة في المسودة المغربية أم لا..        
دائما حسب الوثيقة\ التقرير فإن السفارة الأمريكية أتصلت بالصحراويين في العيون لتعرف رأئهم حول موافقة الملجس على مسودة الحكم الذاتي فقالوا لها أنهم لا يهمهم الكوركاس وقرارته لإنه فقط مجلس استشاري، معين وغير منتخب، وانهم هم كصحراويين يبقون متمسكين بتقرير المصير عن طريق استفتاء.     
في استنتاج التقرير المذكور يقول السفير الأمريكي ريلي توماس: من جهتنا- الأمريكان- نعتقد أن الولايات المتحدة يجب ان توضح بشفافية للمغرب أنهم حين يكون مخططهم جاهزا يجب أن يعرضوه على الصحراويين بشفافية ومباشرة ويقدموه للبوليساريو. يجب أن يركز المغاربة على كسب القلوب والعقول على الأرض..

إذا كان الأمريكان كانوا يحثون على إشراك الصحراويين أو ممثلهم- البوليساريو- في إعداد مسودة الحكم الذاتي، فإن المغاربة قد قاموا بعملية تسلل استعراضية وهي إشراك الكوركاس ك"ممثل" للشعب الصحراوي في إعداد المسودة بدلا عن البوليساريو، التي كان الأمريكان يأملون ترويضها كي تكون " واقعية" وتخضع "لحق" الجيو- بوليتيك وتتنازل عن الاستفتاء والدولة المستقلة ومخطط بيكر. 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء