هي منظمة تكونت فقط لخدمة الكبار الذين
يمتلكون القوة وليست منظمة قانون وميثاق، والآن، بعد مسارها الفاشل، بدأت الأصوات
تنتقدها وتنعتها بالأصبع بأنها لا تقوم باي دور، وأنها تحولت إلى سوق للكبار أو
مزرعة للدجاج تسيطر عليها خمسة صقور..
لم تقم منظمة الأمم المتحدة إلى حد الآن بأي
عمل يجعل الشعوب تطمئن إليها، ولم تنفذ اية مادة ولا بندا من قوانينها الكثيرة،
وغاب فيها العدل، وهي الآن تعيش في غرفة إنعاش منذ مدة.. يعاب عليها مثلا غياب
العدل، فقارتان كبيرتان عدديا مثل إفريقيا وأمريكا اللاتينية لا يوجد لهما ممثل في
مجلس الأمن، وأصواتهما مصادرة، أو مكبوتة، ورغم أحتجاجهما الدائم لطلب عضوية في
مجلس الأمن باسم قارة إلا أن الباب لازال مقفلا في وجههما.. إن غياب هاتين
القارتين عن مجلس الأمن يعتبر وصمة عار عنصرية في جبين العالم.. فالكل يقول أن عدم
وجود إفريقيا في الأمم المتحدة هو بسبب العنصرية لإنها قارة أغلبية سكانها سود،
ويتم النظر إليهم أنهم عبيد. نفس الشيء يتم النظر به إلى أمريكا اللاتينية التي
يعتبر أغلبية سكانها من بقايا الهنود الذين كان الغرب يريد إبادتهم.
لا يسجل التاريخ للأمم المتحدة أنها حلت أي
نزاع؛ بالعكس، يمكن أن تكون، بتدخلها، ساهمت في تعقيد بعض النزاعات..
من النقاط السوداء في تاريخ الأمم المتحدة
هو عجزها التام عن تصفية الاستعمار في فلسطين والصحراء الغربية. فهما قضيتين من
أختصاص الأمم المتحدة وبسيطتين، لكن مع ذلك لم تستطيع هذه المنظمة أن تقوم بدورها
لحلهما، وبالتالي فإنه مادامت هذه المنظمة عاجزة عن حل قضيتين بسطيتين من أختصاصها
فما هي القضايا التي ستحل؟
الآن يعتبر الكثيرون أن الأمم المتحدة
بفشلها في قضية تصفية استعمار بسيطة تكون قد وقعت على بيان حلها بنفسها، فقضية
الصحراء الغربية غير المعقدة والواضحة والمدعومة برأى محكمة العدل الدولية وتقرير
بعثة تقصي الحقائق في سنة 1975م، كانت هي القضية التي جعلت الجميع يكتشف أن هذه
المنظمة هي منظمة على الورق فقط ولا وجود لها في الميدان..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء