المحللون المغاربة يفكرون بالعكس


Map of Península escandinava
قرأت في جريدة مغربية الكترونية هسبريس يوم 7 اكتوبر  أن بعض المحللين المغاربة يرون أن أعتراف السويد بالبوليساريو ستجعلها تصبح مُحاصرة ومعزولة في الأتحاد الأوروبي.. غريبة... هل يمكن لذي عقل، حتى لو كان عقله مثل عقل دجاجة، أن يصدق هذا التفكير والتحليل غير المتزن؟ ..      
لا أحد يناقش المغاربة، خاصة مثقفيهم، في قناعاتهم، لكن، على الأقل وحتى يعطون بعض المصداقية لما يقولون، عليهم أن يلتمسوا، ولو مرة واحدة، ان يقنعوا المغربي أو المتلقي بذرة من المعقولية.. حسب ما استنتجنا من متابعتنا للانتلجينسيا المغربية فهي دائما تتميز بقصور في العقل، وتخضع لما يقول المخزن اوتوماتيكيا، فهي لا تحاول أن تفكر ولو قليلا لتتبين هل ما يقول المخزن صحيح أم خطأ. فحين يخرج "محللون" مغاربة أساتذة جامعيون، ومحللون ويقولون ان السويد ستمم محاصرتها من طرف الأتحاد الأوروبي إذا أعترفت بالجمهوية الصحراوية، فهذا يجعل من هؤلاء المحللين " متحللين"، ومتعفني التفكير وغير مقنعين في تحليلهم.
هل فعلا إذا أعترفت  السويد بالجمهورية الصحراوية ستصبح معزولة؟ كيف؟ لا إجاية من طرف هؤلاء المحللين المغاربة.. هم فقط يعصرون البصل في عيون الناس ويذرون الملح في عيونهم هم..
فالسويد هي، تقريبا، البلد الوحيد في الأتحاد الأوروبي الذي لا حاجة له بهذا الأتحاد، وهو مكتفي ذاتيا أقتصاديا بإمكانياته الخاصة ويستطيع أن يعتمد على نفسه.. من حيث الكبر المسحاتي هو ثالث بلد أوروبي من حيث المساحة، وهو البلد الوحيد القادر على التأثير السياسي على جيرانه.
فأعتراف السويد بالجمهورية الصحراوية، وبدلا من أن يكون عاملا لجعلها تصبح معزولة في الأتحاد الأوروبي، يمكن يحدث العكس:
-          تفتح أسواقا جديدة في الأتحاد الإفريقي.
-          تنال شهرة سياسية كبيرة مثل التي نالتها بعد أعترافها بالدولة الفلسطينية.
لكن، وهذا هو الأخطر على المغرب، وعكس أحلام المحللين المغاربة، أعتراف السويد بالدولة الصحراوية يمكن أن يجعلها تقنع الدول المحيطة بها على أن يعترفوا بالجمهورية الصحراوية، مثل  الدانمارك، النرويج وفنلندا. يجب أن لا ننسى أن السويد، بسبب نفوذها الأقتصادي والتاريخي والسياسي لا زالت لها كلمة عند الدول المجاورة لها والتي تحمل اسم الدول الاسكندنافية . فهذه الدول تميل ميالانا مغناطيسيا دائما في الأتجاه الذي تميل له السويد، خاصة في المواقف السياسية، وكلمة السويد السياسية مسموعة عند هذه الدول أكثر من كلمة المانيا. فهذه الدول تشكل أتحادا داخل الاتحاد الأوروبي تحكمه علاقات تاريخية طويلة وتقليدية، وعلاقاتها مبنية أساسا على تبادل المنافع في حيز جغرافي معين، وبسبب انعزالها الجغرافي وبعدها عن بقية دول الاتحاد الأوروبي تبقى تربط هذه الدول علاقة تبادلية ومنفعية لا تزول.
حسب "المحللين"  المغاربة إذّا أعترفت السويد بالدولة الصحراوية ستقوم، هذه الدول المجاورة للسويد، بمحاصرتها، وهذا بعيد عن الصواب.. فوجود السويد في الاتحاد الأوروبي شكلي، وجارتها النرويج ترفض دخول هذا الأتحاد، لإنها، مثل لاسويد، مكتفية ذاتيا ولا حاجة لها بالاتحاد الأوروبي.
إذن، نحن أمام تحليل مغربي معاكس: بدل أن تصبح السويد هي المُحاصَرة، سيصبح المغرب هو المُحاصَر، ويمكن أن يحذو الكثير من الدول حذو السويد.
هذا التحليل المغربي الأحول المغالّط سيقول غدا للمغاربة نفس الكلام إذا أعترفت البرازيل. يقول لهم أن البازيل ستضبح في حالة حصار إذا أعترفت البرازيل بالدولة الصحراوية.                         



يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء