بان كي مون في أسبانيا: هل يمكن أن يطلب منها أن تتعاون في حل قضية الصحراء الغربية؟


Resultado de imagen de ban ki moonوجدت الأمم المتحدة نفسها غارقة حتى الأذنين في قضية الصحراء الغربية، فلا هي تستطيع أن تتقدم ولا هي تستطيع أن تتأخر. كل الحلول السياسية تم تجريبها، لكنها، في الأخير، وصلت كلها إلى طريق بلا مخرج.. تم تجريب الحرب، الاستفتاء، المفاوضات، مخطط بيكر والحكم الذاتي، لكن كل ذلك فشل بسبب تعنت المغرب الأعمى.. فلا المغرب قَبِل بالحل الشرعي الديمقراطي وهو الاستفتاء، ولا الصحراوييون قبلوا الحل الأعوج وهو الحكم الذاتي..من جهة أخرى يبدو أن المغرب فشلت مماطلاته ومناوراته ومحاولة ربح الوقت كل مرة، وحشر نفسه في عنق الزجاجة..
بمناسبة تخليد ذكرى مرور ستين سنة على دخول أسبانيا إلى الأمم المتحدة، تم أستدعاء بان كي مون كي يحضر المناسبة، وكما هو واضح فقد جاء ومكث بأسبانيا لمدة يومين وهو وقت طويل على زيارة للأمين العام. زيارة بان كي مون، من حيث التوقيت، تأتي في ظرف يتمير بما يلي:
- كريستوفر روس لم يعد قادرا على المزيد الرحلات المكوكية، ومن الممكن كثيرا أن يقولها صراحة أن المغرب عرقل كل الجهود الأممية، وأنه هو الذي يقف حاجز منع أمام تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وفقا لشرعية الدولية..         
- كل الحلول والآفاق أصبحت مسدودة في القضية الصحراوية، وأصبحت الأمم المحدة مطالبة بتقديم حل أو طرح القضية أمام مجلس الأمن ونعت بالاصبع من هو المعرقل.
- بان كي مون لم يبق له وقت طويل في رئاسة الامانة الامة للأمم المتحدة ولا يريد أن يخرج ويترك لخلفه قضية جامدة.
- الحديث عن إمكانية تعاون أسبانيا وتحريك ملف انها هي التي لازالت، قانونيا، القوة المديرة في الإقليم، وأن اتفاق مدريد لم يكن شرعيا، لإن الفرصة لم تعطى للصحراويين كي يعبروا عن تقرير مصيرهم..
- هناك غضب عارم في الشارع الأسباني يطلب من الحكومة أن تصحح الخطأ التاريخي، وتعلن في الأمم المتحدة أنها هي القوة الاستعمارية ويجب ان تتدخل من جديد.     
في غمرة هذا الانسداد الحاصل اآلا يمكن ان يحاول بان كي مون ان يستنجد بأسبانيا، ويحاول أن يقحمها في الصراع من جديد، ويجعلها تفهم أنه عليها أن تخترع دورا في النزاع ما دام القانون الدولي يقول أنها هي التي لازالت القوة الاستعمارية المعترف بها في الأمم المتحدة كقوة مديرة.

في وضع مثل هذا، بعد الفشل الأممي، بقى أمام الأمم المتحدة حل واحد وهو أن تطرح القضية من جديد أمام مجلس الأمن على اساس انها فشلت في الحل، وتنعت الطرف المعرقِل بالاسم وهو المغرب.  

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء