الكل يقتل في
سوريا، والكل حمل السلاح ضد سوريا يدمر ويقتل وينهب حتى تحولت سوريا التي كانت
مؤهلة لتنضم لقافلة الدول المتقدمة إلى مسرح كبير تمثل على خشبته أكبر حفلة للقتل.
العالم كله توجه إلى سوريا بطائراته ودباباته وجواسيسه ليقتل ويدمر كأنما دم
السوريين هو الذي ينقذ العالم من ما هو فيه من مشاكل، أو أنه كلما سال أكثر من دم
السوريين ستيم التوازن السياسي في العالم وسيعم السلام وتنهتي المشاكل بين روسيا
وأمريكا والعربية السعودية ومصر وووو.
هذه أول مرة يتم
تسجيل أكبر حضور عسكري للقتل في العالم، وهي أول مرة، كذلك، يتعاون الصديق والعدو
على قتل شعب بأكمله.. في الماضي، حين كانت سوريا مستقرة تحت حكم الديكتاتور، كان
الجميع يأتي للسياحة، ومن كل بلدان العالم، لكن الآن أختلف الوضع: يأتون من كل
بقاع العالم ليقتلون.
تم قتل كل شيء
حي وتم تدمير كل شيء كان مفخرة لسوريا في السابق.. دمار وخراب وغربان الموت تختلط
مع الطيران في سماء سوريا لتقتل فقط..
في سوريا النظام
يقتل، المقاومة تقتل، داعش تقتل، إسرائيل تقتل، تركيا تقتل، القاعدة تقتل، النصرة
تقتل، حزب الله يقتل، مصر تقتل، السعودية تقتل، قطر تقتل، تركيا تقتل، فرنسا تقتل،
إيران تقتل، روسيا تقتل، الولايات المتحدة تقتل، الأسد يقتل، الذئب يقتل، النسر
يقتل والقط يقتل واللائحة طويلة.
الذين يقتلون هم
أيضا مختلفون. يوما يقولون أنهم يريدون سوريا بدون الأسد وفي المساء يريدون سوريا
بالأسد.. يوما يقولون أنهم يقتلون داعش وفي اليوم الموالي يقولون أنهم يقتلون
النظام، ثم يعاودون ويقولون أنهم حزب الله، أو جبهة النصرة أو الفتح أو المقاومة..
في سوريا أختلط
النظام بحزب الله بالمقاومة بداعش بالقاعدة بالجيش بإيران بالسعودية بتركيا، وتحول
البلد إلى طاحونة كبيرة يتم فيها القتل من السماء.. الكل يقصف بالطيران وبالمدفعية
ويقول أنه دمر داعش أو قوات النظام وحين ينجلي الدخان يتم استخراج جثث الأطفال
والنساء..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء