بين الجيش المغربي والقصر والمخزن قصة كسر
عظم طويلة قد لا تنتهيمابقيت الاسرة العلوية المالكلة في المغرب، وما بقى نظامها
المخزني يتحكم في مفاصل المغرب.. فالجيش المغربي كان أول من ثار ضد الملكية في السبعينات،
وحاول، في مرتين متتاليتين- 71، 72-، أن يصفي الحسن الثاني ويخلص رقبة المغرب من
قبضته.. حين تفوق مخزن الحسن الثاني على الجيش المغربي أعمل فيه السيف والرمح،
وبدأت التصفيات. حوله الحسن الثاني إلى حطب لنيران الحرب في كل مكان تستعر فيه..
بعث خيرة الضباط والجنود الذين يشك فيهم إلى الجولان في أكتوبر سنة 1973م فلم يعد
منه أي مرسول يحمل أخبارهم. من لم يمت في المعركة تمت تصفيته برصاص "صديق"
من الخلف. بعد حرب الجولان تم بعث الجيش المغربي إلى الصحراء الغربية، وفقد هناك حوالي
30 ألفا، من ضمنهم، طبعا، الذين كانت تتم تصفيتهم برصاصة في الظهر أطلقتها نيران صديقة..
وإذا كان الذين ماتوا في تلك الحرب قد بلغوا حوالي 30 الفا فإن عدد الجرحى فاق ذلك
الرقم بكثير، وأولئك الجرحى هم الآن يجرون أرجلهم المكسورة يلحسون جروحهم يتسكعون
في شوارع الرباط والدار البيضاء منسيين يمدون أيديهم.. في سنة 1977م، حين بدأت بعض
الوحدات تتململ متذمرة من الحرب في الصحراء، تم بعثها إلى شابا بالزائير لمساعدة موبوتو،
وتمت تصفية حوالي 200 منهم والباقي مات في الحرب.. في حرب العراق أيضا بعث الحسن
الثاتي بفيالقه إلى جانب بوش الاب ليحارب معه، وقليلون هم الذين عادوا من العراق..
في حرب اليمن الجارية الآن، قررت السعودية
طلب مشاركة الجيش المغربي في تلك الحرب أو يتم قطع المساعات المالية عن المغرب في
خلال شهر. في البداية شارك المغرب سريا بالطيران والقصف، لكن بعد تحطم طائرتين
مغربيتين بصواريخ الحوثيين تم فضح الوجود السري للمغرب في تلك الحرب إلى جانب
السعودية. حين أنكشف الأمر بعث المغرب فرقاطة قتالية محملة بالأسلحة الثقيلة
للمشاركة العلنية في الحرب ضد الحوثيين، لكن كل ذلك لم يقنع السعودية.. طلبت مجددا
أن يتم إرسال وحدات برية مغربية لتشارك على الأرض في الحرب التي تريد السعدية أن
تربحها على جثث الجيش المغربي. بكل تأكيد أننا سنسمع في الأيام القادمة أن جنودا
مغاربة ماتوا ووقعوا في الأسر.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء